رقم 26: العودة للأصول، للجذور الجزء الثامن… عودة من سيفون المياه إلى طرق أخرى أكثر حكمة…… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(26 آب/ أغسطس 2020)

البشر أذكياء جدا بحيث لا أمل لنا بالبقاء دون حكمة. العقل غير محصّن بيولوجيا كالمعدة. إذا دخل المعدةَ سمومٌ قوية تتقيّأ، فالمَعِدَة مُعَدَّة بيولوجيا لحماية نفسها وصاحبها. العقل يفتقر لمثل هذه الحصانة مهما كانت قوة السموم، مما حثّ البشر عبر العصور على توليف حكمة كرفيقة للعقل. المدنية التي مزَّقَت العلاقة بين الحكمة والعقل كانت المدنية الأوروبية الحديثة حيث وَضَعَتْ العقل على العرش وسجنت الحكمة. العقل قوة هائلة بالإنسان يستطيع عمل الكثير (كما حصل عبر القرون الأربعة الماضية) لكنه قاصر عن تحديد الطريق السليم الذي يسلكه دون حكمة. معظم ما نعيشه حاليا من أزمات وتخريب ودمار نابعٌ مما أنتَجَتْهُ عقولٌ تفتقر للحكمة. مثالٌ صارخٌ على هذا في بلاد الشام هو سيفون المياه: اختراعٌ علميٌّ مدهش لكن يفتقر للحكمة حيث المياه شحيحة، إذ يسلبنا الماءَ والفضلات والتربة ويلوث البيئة – كل ذلك ليظهر المرحاض نظيفا! ألا توجد طرق أخرى؟ طبعا توجد لكنها لا تدرّ ربحا لأحد، لذا مغيّبة. يستهلك السيفون معدّل 40% من المياه المستعملة بالبيوت، مما يجعله اختراعا كارثيا سنعيش عواقبه بالمستقبل غير البعيد. من أهم ما يميز العيش بحكمة النظر بالعواقب. لا نرى عواقب السيفون لأن عقولنا الحديثة تنبهر بمكاسب نجنيها بين الأغصان دون النظر لما يحدث بالجذور.

#منير_فاشه  #مجاورة  #خواطر  #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل #تعلم  #التعلم_قدرة_عضوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *