رقم 21: العودة للأصول، للجذور الجزء الثالث… إنشاء بيوت حكمة … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(21 آب/ أغسطس 2020)

الحضارة العربية الإسلامية في نظري كانت أكثر جامع للحضارات والثقافات، وبالتالي أكثر حضارة ترعرعت فيها الحكمة، حيث نشأت بيوت حكمة من أصفهان شرقا وحتى فاس وقرطبة غربا، كان أشهرها بيت الحكمة ببغداد. الحكمة غُيِّبَت كليا من قِبَل من أنشئوا مستوطنات معرفية كما ذكرتُ سابقا ولا تزال مغيبة. بعثتُ برسالة إلى رؤساء الجامعات الفلسطينية سنة 2010 اقترحتُ فيها إنشاء كليات حكمة لعشرة طلبة فقط كخطوة أولى لتكوين رؤية على طريق العودة للأصولوللبدء باستعادة الحكمة كبوصلة للمعرفة. لا حياة لمن تنادي!ربما اعتبروا الاقتراح بعصر التكنولوجيا تخلّفا وردّة إلى الوراء. نُشِرَ الاقتراح بجريدة الحال بجامعة بيرزيت في 1/2/2011.

#منير_فاشه  #مجاورة  #خواطر  #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل #تعلم  #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 20: العودة للأصول، للجذور الجزء الثاني… قصة ‘دانيال بْلِسْ’ … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(20 آب/ أغسطس 2020)

جاء ‘دانيال بْلِسْ’ منطقتنا قبل أكثر من 150 سنة. رغم جهله التام بالمنطقة (لم يعرف أي شيء عنها وعن أهاليها وحضاراتها ولم يسمع ببيت الحكمة ببغداد قبل 1200 سنة) جاء بحلٍّ جاهز فَرَضَه على المنطقة معتقدا أنه يعرف ما نحتاجه! أنشأ أول مستوطنة معرفية ببلاد الشام ‘الجامعة الأمريكية في بيروت’ عام 1866. أقول مستوطنة لأنه طرد معارف متأصّلة عندنا، كالحكمة، واستوطنت مكانها معارف قوامها مهارات آلية ومعارف تقنية وتكنولوجيا. هذه ليست بالضرورة سيئة لكن طردها للحكمة والجلوس مكانها حيث أصبحت الحاكم بأمره وأصبحنا ببغاوات ونسخا، وحيث أصبح النجاح يقيس مقدار ببغاويتنا هو خسارة كبيرة. لا أمل لاستمرار الحياة على الأرض دون استعادة الحكمة بحياتنا؛ نحن مؤهلون أكثر من غيرنا بهذا المضمار. العودة للأصول تعني استعادة الحكمة في شتى نواحي حياتنا. تصرُّف ‘بلس’ يجسد احتقارا واستخفافا وعنجهية وعنصرية، يجب أن لا نلوم ‘بلس’ عليها بل نلوم أنفسنا الذين ما زلنا نعتبر قدومه خيرا ونعمة، ونهمل ما لدينا. إذا استعملنا المعارف التقنية كأداة لا كسيّد، لا ضيم! آمل أن تتمثل العودة للأصول باستعادة الحكمة في الحياة – موضوع الخاطرة القادمة.

#منير_فاشه  #مجاورة  #خواطر  #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل #تعلم  #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 19: العودة للأصول، للجذور الجزء الأول… العودة من “الذكاء” إلى “الحكمة” … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(19 آب/ أغسطس 2020)

قولٌ لجلال الدين الرومي: ‘بالأمس كنت ذكياً فأردت أن أغير العالم؛ اليوم أنا حكيم ولذلك سأغير نفسي’. يتوافق قول الرومي مع الآية القرآنية ‘إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ’؛ ومع قول المسيح الفلسطيني: ‘ يَامُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلًا الخشبة مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ’.العودة هنا عودة من السعي لتغيير المجتمع والعالم (الشائع حاليا) إلى تغيير الذات؛ من تفكير ينتقد الآخرين إلى تفكير محوره تهذيب الذات؛ عودة للأصول.‘هارفارد’ لم تكتشف بعد نفاذَ البصيرة في قول الرومي. شعار كلية التربية التي درستُ فيها؛ “تعلّم لِتُغَيّر العالم”. 20 مساق مزيف يرتبط بقيم السيطرة والفوز سيغيّر العالم – نعم، نحو الأسوأ. وقعتُ ككثيرين غيري بفخ تغيير العالم. أسعى منذ 1971 ما سعى له الرومي: العودة للأصول، للجذور؛ لاستعادة الحكمة في حياتي. محظوظ لأن ذاكرة الحكمة كما تقول رغدة بطرس موجودة بجيناتنا وبحضارتنا المكونة من ثقافات عديدة ومتنوعة.

#منير_فاشه  #مجاورة  #خواطر #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم  #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 18: إدراكنا للعلم … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(18 آب/ أغسطس 2020)

النبي العربي حثّنا على طلب العلم ولو في الصين. الحثّ في العالم المعاصر يكمن في طلب العلم الذي عرّفه أبو العلم الحديث، ‘فرانسيس بيكن’: “قهر وإخضاع الطبيعة وخلخلة أسسها”، والذي يمارَس بمدارس وجامعات النخبة أكثر من غيرها. العلم في معظم الحضارات التي سبقت المدنية الغربية كان مرجعه ومعياره ‘الطبيعة الشافية’ – التعبير ل’ابن سينا’ قبل ألف سنة، والذي نبهتني له ‘لمى الخطيب’. لماذا نلهث وراء إخضاع الطبيعة الفيزيائية والبشرية ونخربهما على شتى الأصعدة ونعتبر ذلك تقدُّمًا، ونهمل العيش وفق الطبيعة الشافية كإدراكنا للعلم والموجودة ضمن أفقنا الحضاري منذ ألف سنة؟!

#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 17: الأصولية … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(17 آب/ أغسطس 2020)

لو أحضرنا خمسة أصوليين مسلمين وخمسة أصوليين مسيحيين وخمسة أصوليين يهود وسألنا المجموعة الأولى: ماذا يعني الإسلام لك؟ والثانية، ماذا تعني المسيحية لك؟ والثالثة: ماذا تعني اليهودية لك؟ سنحصل بالأغلب، بكل حالة، على خمسة أجوبة مختلفة. بالمقابل لو أحضرنا خمسة أشخاص يحملون دكتوراه برياضيات القبيلة الأورو-أمريكية وسألناهم ماذا تعني الرياضيات لهم، سنحصل غالبا على إجابات متطابقة أو متقاربة جدا. ربما يعزو البعضُ أن التقاربَ بين الرياضيين يعكس أن الرياضيات عالمية حقًّا. الاعتقاد بأن هناك معنى أحاديا عالميا، أو مسارا أحاديا عالميا للتعلم والتقدم يمثّل برأيي أخطر فيروس على صعيد الفكر والمعرفة والإدراك. ربما يكفّر البعضُ البعضَ الآخر في الأديان لكن يقبلوا بالتعددية. بالرياضيات، التعددية غير واردة. لذا أرى أهمية قصوى للتمييز بين الأصولية بمعنى الاعتقاد بمسار أحادي عالمي، وبين الأصولية بمعناها الحرفي: العودة للأصول والجذور (شرط أخذ المعطيات الحالية بعين الاعتبار). عشتُ المعنيين للأصولية بمجال الرياضيات: عشت المعنى الفيروسي عبر الرياضيات والعلوم التي درستُها ودرَّسْتُها ونقلتُ الفيروس لطلبتي بنيّةٍ حسنة؛ وعشت المعنى الحرفي (العودة للأصول والجذور) عبر وعيي لرياضيات أمي الأمية عام 1976 [أكثر قصة حكيتها عبر 4 عقود، وسأحكيها بإحدى خواطر هذه السلسلة.] وعيي لرياضيات أمي وضّح لي المعنيين لكلمة أصولية، كما مَنَحَني معنى قويا لكلمة تعددية. بدأَتْ رحلتي من أصولية الفكر الأحادي العالمي نتيجة حرب 1967 نحو أصولية بمعنى نحو الجذور والأصول. باختصار، الأصولية المخربة التي نعيشها حاليا مصدرها الأيديولوجية المهيمنة وليس الدين؛ الأصولية الدينية التي نشهدها حاليا مصدرها هذه الأيديولوجية.

ادعاء شخص بأن ما يؤمن به هو الحقيقة المطلقة وأن الآخرين على خطأ لكن يرضى (رغم عدم موافقته) أن يؤمن آخرون بحقائق مختلفة وأن نصيبهم النار، يختلف جذريا عن الاعتقاد بوجود معرفة أحادية عالمية يملك أدوات لفرضها على كل الناس (كما هو الحال بالنسبة لرياضيات القبيلة المذكورة). تعريف ’فرانسيس بيكن‘ للعلم بأنه ’إخضاعُ الطبيعة وقهرُها وخلخلةُ أُسُسِها‘ والتزام العلماء بذلك بعده يمثل فيروسا خطيرا جدا مغلّفا بأغلفة براقة تدّعي الحيادية والعلمية والعالمية. كان العلم قبل ’بيكن‘ يعني السعي لفهم الطبيعة والحياة ليعيش وفقهما ويعالج ما يخربه البشر فيهما؛ أي يرتبط بالحكمة. ربط الأصولية بالدين حاليا هو لإلهائنا عن الأصولية المعرفية الأخطر والأكثر خفاء التي لا تسمح لغيرها بالوجود ضمن المنظومة المعرفية، وأيضا لتغييب المعنى الحرفي للأصولية: ارتباط بأصول وثقافة وقيم وسياق وفِعْل وتأمل واجتهاد. تشمل هذه الأصول، كما سبق وذكرت، حكمة وعافية وكرامة وأمل ومحبة وصبر وإيمان وتقوى وروح الضيافة.

مثالٌ يوضح أصولية رياضيات القبيلة يتعلق بتدريس منطق أرسطو الثنائي المتمثل بأن كل شيء إما هو ’أ‘ أو ’ليس أ‘ ولا يوجد بديل ثالث، والذي نستعمله بمعظم نواحي الحياة. نستعمله مثلا بامتحان التوجيهي إذ يخرج الطالب إما ناجح أو فاشل لا بديل ثالث. عشرات الألوف يجلسون كل سنة لامتحان التوجيهي بالرياضيات ويجيبون نفس الأجوبة بالتمام والكمال والتفاصيل، لا يحيد جوابٌ عن آخر قيد أنملة؛ أصولية لا مثيل لها بالتاريخ! المناهج حول العالم تركع سجودا لهذا المنطق. كذلك استعمله الرئيس ’بوش‘ في حربه ضد أفغانستان حين قال: ’إن لم تكونوا معنا فأنتم ضدنا‘ – لم يستطع تخيُّل بديل ثالث لأن الرياضيات التي درسها لا تسمح لبديل ثالث! بعد سنوات وعيتُ (كما سبق وذكرتُ) أن أصولية الرياضيات كانت بمثابة فيروس فكري دخل عقلي وعشش فيه سنوات ونقلتُه لمعظم الطلبة الذين درّستُهم، خاصة الأوائل منهم. أود أن أؤكد: الأصولية لا تكمن باعتقاد شخص أن ما يؤمن به هو حقيقة مطلقة ويكفِّر الآخرين، بل الاعتقاد بأن ما يؤمن به هو أحادي عالمي ولديه أدوات تغدق على الشخص حسنات أو تعاقبه – الآن وليس في الآخرة. بهذا المعنى كنت أصوليا، أداتي رياضيات القبيلة الأورو-أمريكية. يتمثل الفيروس في هذه الحالة بأفكارٍ ومقاييس لا معنى لها بالحياة. مثلا 1=1 صحيحة عندما لا ترتبط بمعنى وسياق وفِعْل (تُدْعى ‘رياضيات بحتة’). بالحياة، لا احد يؤمن بهذا. إذا ذهب شخص مثلا لشراء خضرة، يكون مختلا إذا استعمل 1=1 في اختيار ما يشتريه. لا توجد تفاحة في الواقع تساوي تفاحة أخرى. يتحسس بيديه كل تفاحة ويختار الأقرب لذوقه. الأماكن الوحيدة التي فيها 1=1 كتب مقررة ونواحٍ تقنية كأجهزة. نستعملها أيضا في التصويت بانتخابات مما يجعل من السهل التلاعب فيها نتيجة دعاية والمال المتوفر للمرشَّح. لذا أدعو إلى تجنُّب – قدر الإمكان – تدريس أي موضوع دون سياق ومعنى وفِعْل ودون تكوين صورة بالذهن. جدير بالذكر قبل أن أنهي أنني نتيجة وعيي لتعدد معنى رياضيات (على أصعدة شتى بدءا برياضيات أمي) صمّمتُ مساقا بالرياضيات لطلبة سنة أولى بكلية العلوم بجامعة بيرزيت عام 1979 أسميته‘ الرياضيات في الاتجاه الآخر’.

#منير_فاشه #مجاورة#خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 16: خطر التصنيف … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(16 آب/ أغسطس 2020)

الفرق بين شخص وآخر لا يكمن في التصنيف (مسيحي، مسلم، يهودي، كنفوشي، بوذي، متدين، علماني، تقدمي، رجعي، خبير، دكتور، أكاديمي، باحث…) بل فيما إذا كان الشخص مع ’جورج فلويد‘ المدعوس عليه أو مع الداعس على رقبته. المسيح الفلسطيني مع’جورج فلويد‘؛ المسيح الذي اختطفته روما من بين الناس وجعلته خادما للامبراطور (’المسيح‘ الأوروبي-الأمريكي) مع الداعس على رقبة ’جورج فلويد‘. كذلك الحال بالنسبة للمسلم أو الماركسي أو أي شخص آخر: هل هو مع المدعوس عليه أو مع الداعس. صرخة ’الله أكبر‘ دعاء المدعوس عليهم وملاذهم (أمثال ’جورج فلويد‘).

#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 15: مصدر، لعله الأهم، في العيش بأمل … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(15 آب/ أغسطس 2020)

تعلُّم خارج تربة ثقافية وتربة أرضية هو كطَيْر بلا جناحين. التعلم الوحيد الذي لا يرتبط بالضرورة بهاتين التربتين هو اكتساب معلومات ومهارات آلية ومعارف تقنية؛ اكتسابٌ يبقى بين الأغصان بأفضل الأحوال. لا أعني بالتربة الثقافية كسلع لها سعر بسوق الاستهلاك، بل ما يُدْخِل البهجة بالفكر والقلب والروح والوجدان والعلاقات. هذا ما فعله السود بأمريكا على مدى مائتي سنة من العبودية؛ كان ملاذهم وسر بقائهم وحيويتهم، حيث كانوا عندما يجتمعوا (بالبيوت والشوارع والكنائس) يحتفلوا بعضُهم مع بعض، ويغنوا ويأكلوا ويضحكوا ويلعبوا مع أطفالهم. وجودهم مع بعض كان مصدر عافيتهم وقدرتهم على الاستمرار رغم الاضطهاد الشنيع الذي يعيشوه يوميا. وأعني بالتربة الأرضية ما يغذي عافية الجسم. تصوروا لو بدلا من زجّ أنوف الطلبة في مواعين الكتب المقررة (المسمّى بالتعليم عن بعد) تحولت الأشهر الخمسة الفائتة إلى مجاورات فنية أدبية ثقافية معرفية روحية وجدانية زراعية؛ لو حدث هذا على الصعيد العربي بثقافاته المتنوعة الحيّة لأضافَ أبعادا غيّبَتْها المستوطنات المعرفية (مدارس وجامعات تحكمها قيم الفوز والسيطرة)، ولكانت المنطقة اليوم تعجّ بحيوية وأمل ولانتعشت العقول والقلوب والعلاقات والروح والوجدان. ما يشار له ببعض المدارس بفن وثقافة هي عادة بمثابة مهارات ومواضيع وليس تربة. التربة الثقافية تنشأ في تفاعل الناس بعضهم مع بعض ومع الطبيعة والحضارة بكل تنوعها. ما يعيق هذا الأمر أننا عبر مئة سنة على الأقل كنا ببغاوات نعيد ما يأتينا ’معلّبا ‘بكتب مقررة وأكاديمية تَرَكَّز سعيُنا فيها أن نكون نسخا واهية عن أصلٍ مخرِّب. لماذا نسمح لآخرين أن يعرّفونا؟ أسوأ ما يمكن أن يحدث لشخص أن يقبل بأن يُعَرَّف من مهنيين ومؤسسات ومقاييس. بقاؤنا يتطلّب انتزاع أنفسنا من الميوعة المعرفية واستعادة مقوماتنا وما فيه وفرة. كل مجتمع بدون استثناء له مقوماته وما يحتاجه. أي إضافات بعد ذلك، فليكن. تصوروا لو ملايين احتضنوا التربتين كغذاء ضمن مجاورات مكونة من مريدين ومرادين! هذا ما بدأنا به ب52 مركز بمؤسسة جُهُد بالأردن قبل الجائحة على مدى سنة ونصف. الثقافة والطبيعة الشافية هما مقوماتنا الأساسية – والباقي إضافة ضروري أن نستعملها بحكمة.

#منير_فاشه #مجاورة  #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة  #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 14: حول الأمل – أسطورة بندورا الفلسطينية … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(14 آب/ أغسطس 2020)

هذه الخاطرة هي عن النساء الذين عملتُ معهنّ بمخيم ‘شعفاط’. أود هنا أن أذكر دور الأمل في حياتهن. سأحكي قصة ‘صندوق بندورا’ – بطريقتي الخاصة وعلاقتها بنساء شعفاط – وليس كما جاءت في الأسطورة. ظروف مخيم شعفاط لعله الأسوأ بين المخيمات الفلسطينية التي زرتها بلبنان وسورية والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة. ما يجعلها الأسوأ تراكُمُ عدة أمور: كونُها داخل حدود القدس مما يجعل اقتحام الجيش لها بكثافة كبيرة؛ كما أن قربها من القدس يجعل دخول المخدرات لها سهلا؛ بعد تسليم منطقة ‘بيرنبالا’ والقرى حولها للسلطة الفلسطينية انتقل عدد كبير من هذه القرى إلى مخيم شعفاط للحفاظ على هوية القدس مما جعل عدد سكان المخيم إلى ضعفين أو أكثر بينما بقيت المساحة والخدمات كما هي؛ هذا إلى جانب نواحٍ أخرى كثيرة مثل “زوجٍ بالفراش” بسبب التعذيب أو ابن مستشهد وآخر معتقل… قدرة الأمهات على بقاء الأمل حيًّا والمحبة حية والعلاقات بينهن حية ضمن الظروف السائدة هي قدرة بمثابة أعجوبة بشرية. كنتُ أقول لهنّ دوما: أنتن أعجوبة الحياة، والعمود الفقري للشعب الفلسطيني؛ بدونكن سينكسر ظهر هذا الشعب. تَقُمْنَ بما هم ضروري كل يوم دون يوم راحة بالسنة بما لا يمكن لخمسة من حملة شهادات عالية (في التربية وعلم الاجتماع وعلم النفس والإدارة والمالية) القيام به. ذكرتُ لهن قصة صندوق بندورا على طريقتي الخاصة النابعة من حياتهنّ [يمكن أن نشير لها بأسطورة بندورا الفلسطينية] حيث كلٌّ منهن آخر النهار تسمح لكل شرور اليوم بالخروج من الصندوق، وعندما يهمّ الأمل بالخروج تغلق الصندوق، إذ يشكّل الرفيق الأهم في حياتها باليوم التالي.

#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #جريمة_بيروت #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 13: خاطرة مُسْتَلهَمة من الجريمة في بيروت (2)… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(13 آب/ أغسطس 2020)

مدير مؤسسة ‘المينونايت’ بالقدس (1989) استمع لي بأحد اللقاءات وبعد اللقاء دعاني لزيارته في مكتبه عندما تسنح الفرصة. عندما التقيت معه كان همُّه الرئيسي أن يعرف مصدر الأمل الذي شعر فيه بكلامي. قلت له (بالانكليزية إذ لا يعرف العربية):

“my hope stems from the fact that people are incredible and unpredictable; they come up with unbelievable acts, without planning, to do what needs to be done and which they can do in order to relieve a person or more from pain or injury…”

بالعربية: “مصدر الأمل لديّ يكمن في أن الناس لا يمكن أن نتنبأ، ولا أن نصدّق، ما يمكن أن يفعلوه عفويا وتلقائيا وبدافع ذاتي دون تخطيط بل بشعور إنساني يتعلق بخلاص شخص أو أكثر.” صَمَتَ المدير، ثم قال: “ما قلتَه لن أنساه في حياتي. هذه حقيقة مغيبة ضروري أن نتذكرها باستمرار.”

#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة

رقم 12: خاطرة مُسْتَلهَمة من الجريمة في بيروت (1)… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(12 آب/ أغسطس 2020)

أود ذكرَ ما يلي بالنسبة للجريمة التي وقعت ببيروت: لو غطى دخان الانفجار القمر، بعض الناس سيلومون القمر حيث يصبح المتهم الرئيسي بالقضية! رأينا الدمار بكل بشاعته لكن علينا أيضا أن نرى ما هو كامن فينا من إنسانية لا تموت.

#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #جريمة_بيروت