رقم 36: القانون الانكليزي الذي حوّل الجوار إلى حوار، والتعددية إلى طائفية – باحة الأقصى … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(5 أيلول/ سبتمبر 2020)

جاء بمذكرات ‘واصف جوهرية’ عن القدس أن من أول القوانين التي وضعها الانكليز بعد احتلالهم لها (11/ 12/ 1917) كان تحديد أيام للمسلمين لدخول باحة الأقصى وأيام للمسيحيين وأيام لليهود – تحت الادعاء بتأمين حقوق الجميع! باحة الأقصى عبر مئات السنين كانت مباحة لكل من يرغب دخولها، دون وجود حراس، حيث يلتقي فيها الأهالي من مختلف الأديان والخلفيات يتجاورون ويتبادلون الأحاديث والحكايات ويجدلون أنسجة فيما بينهم على أصعدة شتى، وحيث أطفالهم يلعبون معا. قضى القانون بخبثٍ انكليزي معهود على التعددية وزَرَعَ الطائفية، كما حوّل المجاورة بين الأديان إلى محاورة. نادر جدا أن نسمع اليوم عن نشاط بعنوان ‘الجوار بين الأديان’ إذ أصبحنا نردد كالببغاء ما جلبته الجاليات الغربية ‘الحوار بين الأديان’، دون أن نلاحظ الفيروس الذي يعشش في هذا التحوُّل، مما يؤدي في كثير من الأحيان – عبر الاعتماد على الأبجدية في الحوار – إلى تمزيق النسيج المجتمعي الذي كان يُجْدَل يوميا في الساحة الوحيدة الواسعة داخل سور القدس القديمة، حيث توجد أشجار تظلل الجميع سواسية.

#منير_فاشه  #مجاورة #خواطر  #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل #تعلم  #التعلم_قدرة_عضوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *