رقم 60: عالم أمي … جزء 5: التحرر من الأقفاص الفكرية … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(29 أيلول/ سبتمبر 2020)

في هذه الخاطرة سأتكلم عن ‘إمبراطورين’ آخرين حجمتهما أمي. ألقى ‘لورنس سمرز’ رئيس جامعة هارفارد عام 2005 محاضرة حيث قال من الواضح أن النساء أقل ذكاء بالرياضيات والعلوم، والبرهان عدد النساء بجامعات النخبة اللواتي يدرّسن هذه المجالات. بعثتُ له إيميل أرفقت به مقالي عن رياضيات أمي الأمية (والذي نُشِرَ بمجلة في جامعته)، وذكرت أنه كأكاديمي من الصعب عليه كما يظهر أن يرى خارج أسوار الأكاديميا، وتحديتُه أن يجد بين أساتذة الرياضيات والهندسة المرموقين مَنْ يستطيع عمل ما كانت تعمله أمي. ذكرتُ أن معرفة الأكاديميين ترتبط بأبجدية ورموز ونظريات بينما معرفة أمي مرتبطة بعالم عصيٌّ أن تُدْرِكَه عقولٌ أبجدية قاصرة أن تعبر عنها.

أما الشخص الآخر فهو ‘باولو فريري’ حبيب قلبي وفكري، لكنه أمام أمي هو الآخر أخذ حجمه الحقيقي إذ اعتبر أن عدم القدرة على القراءة والكتابة يجعل الشخص ناقصا، هذا إلى جانب وَضْعِه سُلَّمًا لدرجات الوعي. عرفتُ وتحدثتُ مع فريري شخصيا، وحضرت معه مساقا ب‘كلية بوسطن’ صيف 1982. ذكرتُ له كيف أمي الأمية كانت تمتلك معارف بما في ذلك الرياضيات وأنها لم تكن ناقصة ولا يمكن وضع وعيها على سلّمه. هزّ رأسه ولم يقل شيئا. هذا لا يقلل مما قدّمه عبر أكثر من ربع قرن بمجال التعليم وما زال ملهما لملايين. دعوتُه لزيارة ‘بيرزيت’ (1986) لمدة شهر ورتبت الأمر مع د. برامكي لكن تأجّلت الزيارة بسبب وفاة زوجة فريري. في نهاية المطاف، لم تتم الزيارة لأن صحة فريري لم تسعفه.

 #Munir_fasheh # منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر  #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *