إلى الصديقات والأصدقاء والمتابعات والمتابعين

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 100: خرافة الوقت يسير إلى الأمام… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(25 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)

ننظر إلى عقارب الساعة، نراها تسير بشكل دائري. ننظر إلى السنة، نراها تدور. ننظر إلى ساعة ديجيتال، نراها واقفة لكن الأرقام فيها تدور على نظام 24… إذن، ما معنى الوقت يسير إلى الأمام؟ ومن يستطيع أن يعطي مثال على ذلك؟ السؤال الأهم: لماذا انتشرت هذه الخرافة؟ تفسيري لها أن الهمّ الأكبر لأوروبا منذ 500 سنة إيهام العالم أن أوروبا متقدمة عن الجميع؛ هي في الأمام. نعم، متقدمة في اختراع أدوات وأجهزة. لكن بالنسبة للعيش بعافية وحكمة ووجود معنى في حياتهم، هم يعانون. نسبة الانتحار بالبلدان ‘المتقدمة’ أعلى بكثير؛ ومعدل استهلاك حبوب طبية في أمريكا يعادل الحبوب التي تستهلكها بقية الدول. وفق استبيان أجرته جريدة الكرستشن سينس مونيتر في بوسطن عام 1997 حول أكثر شاعر بيعت كتبه في أمريكا كان جلال الدين الرومي إذ يجدوا فيها حكمة مغيبة عندهم. لذا، أعتقد أن الهدف من نشر الخرافة هو لتماشيها مع فكرة أن أوروبا تسير أمام بقية العالم. دخلت هذه القناعة بعقول الكثيرين ومن بينهم عاصي الحلاني الذي يغنّي: ’الناس بتمشي لقدام واحنا نرجع لورا‘… والناس من حوله يصفقوا ويشوبشوا ويهللوا ويغنوا ويرقصوا!! الوقت ليس جزءا من الطبيعة؛ اخْتُرِع لتسهيل أمور البشر.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 99: أين تكمن كنوزنا الحقيقية؟… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(24 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)

هناك قصة طريفة تقول بأن شخصا أضاع خاتمه في ليلة ما فأخذ يفتش عنه تحت مصباح الشارع.  مرّ صديق وسأله عما يفتش، قال عن خاتم أضعته، فسأله هل أنت متأكد أنك أضعته هنا.  قال: لقد أضعته هناك في العتمة، ولكن لا يوجد مصباح هناك، لذا أفتش عنه هنا.

تصف القصة حال شعوب كثيرة في العصر الحاضر ومنها الشعوب العربية، إذ تكمن كنوزنا الحقيقية في عتمة العصر الحاضر، سواء عن قصد أو إهمال، فنجد أنفسنا (مثل ذلك الشخص) نفتش عن حلول ومعان وأفكار ومعارف موجودة فقط تحت الأضواء.  والأضواء التي أشير إليها هي الموجودة على شارع (أو بتعبير أدق super highway) الفكر الأحادي العالمي السائد، والذي يعكس الإيمان بوجود طريق واحد ووحيد للتقدم.  وبما أن هذا الفكر يبدأ ويرتكز على مفاهيم ونماذج جاهزة ومحددة ومسموح بها (بدلا من البدء بالحياة والإصغاء لها)، لذا فإنه يتناقض مع التنوع والحكمة ويحد من تخيل بدائل ويمنع إجراء تجارب تنطلق من أسس وقناعات مختلفة.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 98: الانحدار من الحكمة إلى الحقيقة… الجزء الثامن… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(23 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)

الانتقال الذي تمّ بالتدريج من ’بيت الحكمة‘ ببغداد (قبل أكثر من 1100 سنة) إلى جامعة ’هارفارد‘ التي ترفع ’الحقيقة‘ شعارا لها يمثل فيروسا خطرا تدفع البشرية حاليا ثمنا باهظا له ربما يصل إلى تدمير الحياة على الأرض. وصْفُ هذا ’بتقدم‘ هو مثال على رؤية الدنيا بالمقلوب. كما ذكرتُ بخاطرة سابقة، بعثت باقتراح للجامعات الفلسطينية عام 2010 بإنشاء بيوت حكمة لعشرة طلبة فقط في كلٍّ منها، ممن يرغبون السير في طريق يختلف عن مساقات، لم تتجرأ أي جامعة على فك رباطها مع الأيديولوجية المهيمنة والسماح لعشرة طلبة فقط بالسير وفق الحكمة. (نشرت اقتراحي بمجلة ’الحال‘ بجامعة بيرزيت بتاريخ 1/ 2 / 2010). تصوروا لو فعلت جامعة واحدة لكان لدينا مئة شخص الآن قد مروا بهذه الخبرة، ولبدأوا بشق طريق، العالم بحاجة ملحة له. بيت الحكمة ما زال بإمكانه أن يلهمنا، فذاكرته لا تزال موجودة بجيناتنا. هنا لا بد من الإشارة أن ادعاء الحقيقة جوهر الهيمنة الغربية وجوهر الأصولية الحديثة التي استطاعت بكل نعومة فرص أصوليتها على العالم. شعار هارفارد مثلا VERITAS أي، الحقيقة. [جدير بالذكر هنا الانحطاط الذي يتمثل من الانحدار/الانهيار من الحكمة إلى الحقيقة]. ادعاء الحقيقة واختراع أدوات وقناعات لفرضها على البشر هو بالضبط مصدر العنصرية والشعور بفوقية ودونية – اي مصدر الشر الذي نشهده في شتى نواحي الحياة الحديثة ومصدر هلاك البشر. هنا بالضبط يشكل قول الإمام علي ’ما هَلَكَ امرؤٌ عَرَفَ قَدْرَ نفسه‘ طريق الشفاء من الأمراض التي ذكرتُها بأعلاه وأُصِبْتُ بها شخصيا (أعيدها هنا: اللغة الميتافيزيقية، الببغاوية، الافتخار بالعبودية، الكولونيالية المعرفية، الإلهاء). أما الأداة فكانت التعليم النظامي والأكاديمي (مرة أخرى، أستثني ما يتعلق منه بنواحٍ تقنية تتوافق مع العافية). بدأ شفائي بقوة وعمق خلال عقد السبعينيات حين بدأتُ أشفى من الأمراض المذكورة، والذي (أي شفائي) بدأ عبر العمل التطوعي (على مدى عشر سنوات 71-1981) بالعودة إلى تربة المجتمع وتربة الأرض وتربة الثقافة. وتربة الوجدان. لكن الزلزال البركاني على صعيد العقل والمعرفة والإدراك حدث عام 1976 عندما وعيتُ لأول مرة أن أمي التي لم تعرف الأبجدية كانت تمارس رياضيات لم أستطع فهمها ولا عمل مثلها!

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 97: لقاء عبر سكايب مع أطفال من غزة يوم 2/ 11/ 2017 … الجزء السابع… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(22 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)

نَشَرَتْ ‘ورشة فلسطين للكتابة’ عام 2015 كتابي الأول من سلسلة ‘حكايتي مع الكلمات’؛ اخترت فيه 18 كلمة حكيت ما تعنيه لي تلك الكلمات عبر قصص وخبرات وتأملات واجتهاد في تكوين معنى وفق الحكمة، القيمة الجوهرية بالحياة. شجّعْتُ القراء أن يحكوا حكاياتهم مع كلمات آذتهم أو غذّتهم. أجمل ما حدث نتيجة نشر الكتاب لقاء (عبر سكايب) مع أكثر من 30 طفلا وطفلة أغلبهم من مخيم جباليا بقطاع غزة تراوحت أعمارهم بين 11 و14 سنة، بطلبٍ منهم. بعد أن عرّفتُ بنفسي وأكدت أن أهم ما يحمي مناعة الإنسان على الصعيد الفكري هو الشراكة في تكوين معنى للكلمات التي يستعملها، قلت أود أن أسمع منهم عن كلمات شاركوا في تكوين معنى لها. ‘أفنان’ (ابنة 11 سنة) كانت أول من حكت قصتها: ‘عندما كنتُ صغيرة، كنت أراقب الفتيات الجميلات وأقول لنفسي: لم لا أكون مثلهن جميلة؟ كنت كلما آتي إلى المدرسة يهزأن منّي لأنهن أجمل مني. 

وفي يوم سألَتْ المعلمة سؤالاً فلم يرفع أحد يده إلا أنا. كان سؤالها: ماذا يعني الجمال؟ قلت: ’لاحظتُ أني عندما أتكلم، ينتبه الذين حولي لما أقوله مما أشعرني أن جمالي يكمن بتعبيري وفكري، وليس في الحُلِيّ.‘ صفّق الجميع، رغم أني لم أكن واثقة من كلامي. وقتها أدركت أن الجمال ليس حلاوة الوجه وإنما في العقل والفهم’. قولُها جعل عينيّ تدمعان. أُرْسِلَ الكتاب إلى مؤسسات ومجموعات تعمل مع أطفال ويافعين بفلسطين لديهم اهتمام بهذه الفئة العمرية. لم تهتم أي مؤسسة بالكتاب (سوى مركز الطفل بغزة). أعتبر الكتاب من أهم ما كتبت من حيث تركيزه على مصدر شفائنا من أخطر ‘فيروس’ فكري: احتلال كلمات ومعانٍ رسمية محل كلمات ومعانٍ حيّة. كان حديث الأطفال عبر سكايب أقرب ما سمعته لروح الكتاب. سألتُ في نهاية اللقاء عن الفرق بين التعلم والتعليم. قام طفل وقال: ‘التعلم شيء أفعله لنفسي؛ التعليم شيء يفعله آخرون لي’؛ يا إلهي! لخص ذلك الطفل ببضع كلمات ما لا نجده بمجلدات كتبها تربويون عالميون يعتقدون أن التعلم ينتج عن تعليم رسمي! ما سمعته من أطفال غزة أثلج صدري وشحنني بمشاعر مليئة بالأمل مغيّبة من ‘المستوطنات المعرفية’ كالمدارس والجامعات التي تدرّبنا أن نكون ببغاوات. ما نقرأه ونسمعه من ‘خبراء’ همّهم الرئيسي إقناع الناس أن الماضي متخلف وولى زمانه. ذكرتُ نهاية اللقاء كيف كنا نذهب خلال السبعينيات من رام الله لغزة لنستقي منها وأهلها روحا نفتقدها برام الله. أكّد لي ذلك اللقاء أن تلك الروح لا تزال حية بغزة. جدير بالذكر هنا، أن الدكتورة ’رنا الدجاني‘ (والتي تُعْتّبَر من أهم علماء الأردن حاليا) عندما قرأت الكتاب أخذته إلى وزارة الثقافة الأردنية وحثّتهم على طباعة 3000 نسخة من الكتاب وبيع بسعر مخفّض جدا ليكون ممكنا لدى أي طفل من شرائه. وتمّ ذلك فعلا. 

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 96: خلطة من الأمثلة … الجزء السادس… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(21 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)

عندما نتعامل مع السيرة الذاتية كرديف CV نكون نرى الدنيا بالمقلوب؛ وعندما نتعامل مع الهوية كرديف identity نكون نرى الدنيا بالمقلوب؛ وعندما نعيش وفق تعصب وعنجهية قومية أو انتماء لدولة بدلا من’لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى‘ نكون نرى الدنيا بالمقلوب؛ وعندما نستعمل تقييما عموديا كقيمة المرء بدلا مما يحسنه كمصدر قيمته نكون نرى الدنيا بالمقلوب؛ وعندما نستعمل مواطنين بدل أهالي نكون نرى الدنيا بالمقلوب؛ وعندما نتعامل مع بحث بمعنى research وليس كتابع وموضح لما نبحث عنه بمعنى search نكون نرى الدنيا بالمقلوب…

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 95: المهمشون هم المحظوظون…عندما نرى الدنيا بالمقلوب … الجزء الخامس… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(20 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)

الروعة في حياة الذين يُنْظَر لهم كمهمشين في الوقت الحاضر (عصر كورونا وترامب) أنه أسهل عليهم الهروب من الهمجية والفيروسات التي تجتاح العالم؛ فيروسات صممت من قبل علماء القبيلة الأورو-أمريكية وسياسييهم، عاثوا خلالها فسادا في الأرض، مما يتطلب إعادة النظر بشتى نواحي حياتنا، وبوجهٍ خاص بنمط عيشنا وإدراكنا للعلوم والرياضيات والمعارف السائدة. مقارنةً بالذين يعيشون في الهوامش، نحن الذين نعيش مكلبشين ومجنزرين وسط عالم الاستهلاك نسير وفق مسارات وأنماط مُلْزِمة لا مجال لغيرها مطلقا بالدخول، ولا فسحة فيها لأي مسار آخر. هذا المسار الأحادي يعيشه الطلبة والأكاديميون وسكان المدن حاليا. ما يدعو له الإسلام  من اجتهاد وعدم إكراه، يسلك التعليم (بشتى مراحله) عكس ذلك: هو في جوهره إكراه وخالٍ كليا من الاجتهاد. أكثر عورة أظهرتهما كورونا وترامب هي ضحالة الأيديولوجيات السائدة والمؤسسات المسيطرة الفاقدة للجذور ولأتربة تتغذى منها. انتحال هذه الأيديولوجيات والمؤسسات صفة التقدم وامتلاك حقائق أحادية عالمية والدعوة لتنمية مستدامة تشكّل جميعا ضحالة بالفكر والإدراك وبالتالي تؤدي لسلب قدرة الناس بالتعامل مع الواقع والحياة بالجذور. عدم رؤية ضحالة من يعيشون وفق الاستهلاك، وأن حظ الذين يعيشون في الهوامش أكبر ضمن الظروف السائدة (والمستقبلية على الأغلب) هو مثال صارخ على رؤية الدنيا بالمقلوب. وضّح المسيح الفلسطيني قبل ألفي سنة في موعظته على الجبل هذه الحقيقة بقوله: ’طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض‘. من هذا المنطلق، حظ غزة أكبر من رام الله لتكون وريثة فلسطين؛ رام الله تعيش ضمن وَهْم. المجتمعات التي تعرض نفسها كمتقدمة نرى أن همّها الرئيسي حشر الطلبة أمام شاشات – حياة ضحلة. المدنية المهيمنة تلتفُّ حول رقابنا وعقولنا ولا تترك مجالا للهرب. نتمسك بما هو ضحل كالكتب المقررة ونترك ما هو عميق ككتب بيان وتبيين وكالتحادث والقصص التي تربط بعضنا ببعض مثل خيوط العنكبوت. اسرائيل ضحلة إذ تعيش ضمن أيديولوجية ولا ترتبط بأية تربة على صعيد الجذور.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 94: كلمة حق في وجه منظومة جائرة…عندما نرى الدنيا بالمقلوب … الجزء الرابع… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(19 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)

جاء على لسان النبي العربي: ’أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر.‘ وأقول – مستلهما روح ذلك القول – ’أفضل الجهاد في التعليم كلمة حق في وجه منظومة جائرة‘. تجلّت المنظومة الجائرة في حياتي بخمسة أمور (ذكرتُ بعضها سابقا): (1) استعمال إلزامي للغة مصنعة ميتافيزيقية يحكمها مهنيون وأكاديميون وخبراء، دون أن يكون لها علاقة بسياق وفعل وثقافة وقيم، حيث استعملتُها أثناء دراستي مدة تقارب من 20 سنة، قضيتها جالسا على مؤخرتي بمدارس وجامعات، يؤكدون لي زورا وبهتانا أن ذلك تعلُّم! (2) افتخار بعبودية معرفية حيث كنت أفعل ما يُمْلى عليّ دون فهم ودون سؤال ودون معرفة لماذا. كان سبب افتخاري كلمات مديح مثل ذكي ومجتهد، وذلك وفق مقاييس حقيرة. (3) وعيي بأني كنت كولونياليا معرفيا دون أن أدري أعمل في خدمة الأيديولوجية المهيمنة حيث كان سلاحي رياضيات القبيلة الأورو-أمريكية (أستعمل هذا التعبير للتأكيد على أنها ليست عالمية). (4) إتقاني للببغاوية حيث كنت أعيد ما أسمعه وأقرأه دون تفكُّر. (5) إلهائي على مدى أكثر من ربع قرن عن قراءة الحياة ومعرفة ما كان يجري في العمق والجذور.

 ما قلتُه بأعلاه مثالٌ لكلمة حق في وجه منظومة جائرة، أدت لموت سريري لعقلي لم أصح منه إلا بعد حرب 1967 واستمرت الصحوة خلال عقد السبعينيات حيث وعيتُ أن هدف تلك المنظومة هو أن أحتقر نفسي ومجتمعي وحضارتي. الأداة الرئيسية التي استعملَتْها المنظومة لإقناعي بأنها متفوقة تمثلت بادعائها أنها تملك الحقيقة الأحادية العالمية. بدأ شفائي من المنظومة خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي عبر وعيي للتعددية في شتى نواحي الحياة كان أقواها وعيي للرياضيات التي كانت تمارسها أمي التي لم تعرف الأبجدية (كتبتُ عنها بخواطر سابقة). عندها بدأتُ أشفى من الموت السريري لعقلي بدءا بوعيي أن المنهاج والكتب المقررة والتقييم العمودي هي فيروسات عقلية إدراكية. بدأتُ منذ السبعينيات أركّز على أن كل إنسان مصدر معنى وشريكٌ في تكوينه، والذي اعتبرتُه جوهر التحرر من المنظومة. هذا هو التحدي الرئيسي بوقتنا الحاضر والذي توضحه لنا جائحة كورونا وظاهرة ترامب؛ فالاثنان كشفا لنا عورة الأيديولوجيات السائدة وزيف العالم المهبمن، كما أنهما ينبّهانا بأن معظم ما نحتاجه متوفر لدينا كأشخاص ومجتمعات وثقافات وحضارة، تتمثل في أقوى مظاهرها بأنواع التربة التي نتغذى منها؛ أنربة متوفرة في شتى المجتمعات، وبوجهٍ خاص في المجتمعات التي لم يبتلعها بعد وحش الاستهلاك. رغم كل هذا، نتعامل مع المنظومة وكأنها المخلّص.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 93: فلسطين كصفة وفلسطين كأرض…عندما نرى الدنيا بالمقلوب … الجزء الثالث… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(18 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)

هناك فرق بين ’منظمة التحرير الفلسطينية‘ وبين مثلا ’المنظمة العربية لتحرير فلسطين’. فلسطين في الأولى صفة؛ في الثانية، أرض. وهو فرقٌ شاسع. ذكرني يعقوب أبو عرفة بهذا والذي سمعه من أستاذ في بيرزيت قبل أكثر من 20 عاما (نسي اسمه). صعب علينا كمهنيين وسياسيين وأكادميين أن نرى الفرق؛ لكن ليس صعبا على الفلاح أن يراه، فارتباطه بالأرض عضوي، فهي مصدر رزقه وكرامته ووجوده وبقائه. لذا أقول دوما لو ذهب فلاح مع الفريق إلى أوسلو لرفض شعار ’غزة-أريحا أولا‘ وأصرّ على ’الغور‘ أولا، فالغور وليست المدن السلة الغذائية لفسطين… نحن أصحاب الشهادات نرى الدنيا بالمقلوب!

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 92: عندما نرى الدنيا بالمقلوب … الجزء الثاني… علبة الكولا مقابل محتوياتها… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(17 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)

عام 1984 زارني في رام الله صديق كان يدرس معي في ’هارفارد‘. في إحدى الجولات برام الله، قال: هل ممكن أسألك سؤال ربما ليس مناسبا؟ قلت إسأل. قال أرى الكثير من علب الكولا وغيرها مرمية على جانب الطرقات؛ ألا يزعجك هذا؟ قلت: بالطبع يزعجني، لكن غريب أنك ترى العلب في الشوارع لكن كما يظهر لا تسأل ماذا تفعل محتوياتها بأمعدة الأطفال! نظر نحوي مبتسما وقال: you know; never thought about that . نمتعض من رمي علب الكولا في الشوارع لكن لا نكترث، بل لا ننتبه، لرمي محتويات العلب في أمعدة الأطفال من مواد مؤذية.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة