رقم 78: “لِنَفِقْ”… الجزء الأول: مسموح التنوع بشتى نواحي الحياة ما عدا العقول!… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(3 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)

لا يوجد قانون يُجْبِر من هم بين 6 و 16 سنة أن يلبسوا نفس اللباس أو يأكلوا نفس المأكولات أو يستمعوا لنفس الأغاني أو يضحكوا على نفس النكات، أو يلعبوا نفس الألعاب. لكن عندما يصل الأمر للعقل تُجْبَر هذه الفئة العمرية على قراءة نفس الكتب، واستبطان نفس المعاني، واستعمال نفس الصيغ، والالتزام بمعارف تدّعي الأحادية والعالمية (أغلبها معارف ميتافيزيقية لا علاقة لها بالحياة). لم ينجح أي شيء في فرض نفسه عالميا قدر ما نجح التعليم النظامي، حيث احتكر الكتب التي يقرأها من هم بهذا العمر، ومنع قراءة الحياة وكتب بمثابة بيان وتبيين. لم تصل مدنية قبل الحديثة لدرجة استطاعت فرض كتب على مدى عشر سنوات يقرأها الجميع! غزو لغة مصنّعة جاهزة للعقول سبق غزو مأكولات مصنَّعة جاهزة للبطون بثلاثة قرون. إذا لم نَفِقْ، سيستمر تخدير العقول وستستمر المجتمعات والثقافات والحضارات بالتفتُّت والانهيار. لنَفِقْ ونتحكّم بما يدخل عقولنا وبطوننا وقلوبنا وعلاقاتنا وإدراكنا لأنفسنا. لنَفِقْ!

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *