الخاطرة رقم 116: آن الأوان لانتزاع أنفسنا من جائحة ’التعليم عن بُعْد‘؛ واستعادة ’التعلم عن قُرْب‘… جزء ١… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(4 كانون الثاني/ يناير 2021)

ما نعيشه من تغيرات ووقائع وأزمات لا يمكن أن يُحَلّ من قبل حكومات ومنظمات دولية؛ الوضع يتطلب بالضرورة أن يتحمّل كل شخص مسؤوليته في عمل ما يمكن أن يعمله ضمن ما هو ضروري عمله. وهذا يتطلب جرأة ووضوح لا يمكن أن يأتيا من مهنيين وأكاديميين وخبراء. آن الأوان لانتزاع التعلم من براثن التعليم النظامي والأكاديمي واستعادته كوسيلة رئيسية في مواجهة الأوبئة والأخطار والمهام المترتبة عليها. ربما يكون هذا أكبر فائدة نجنيها من تعرُّضنا لجائحة كورونا: انتزاعنا من الوَهْم واستعادة الفَهْم، من عالم استهلاكي يسير عبر أجهزة، واستعادة عالم ينبض بالحياة. يبرز هنا سؤال: ما هو أهم حامي للإنسان من الأوبئة بما فيها كورونا؟ هناك كثير من الدوشة حول لقاحات كأكبر حامي، لكننا بهذا ننسى أهم واقٍ بالعمق والجذور وعلى أصعدة شتى: المناعة الذاتية. أهم مناعة للجسم تكمن في النباتات البرية (الموجودة بوفرة ببلاد الشام لكن أيديولوجية التقدم غيبتها)؛ وأهم مناعة للمرء على صعيد إدراكه لنفسه تكمن في تأكيد ثقله في الحياة كإنسان وذلك عبر مقولة الإمام علي: ’ما هلك امرؤٌ عرف قدر نفسه‘، لكن أيديولوجية التقدم غيبتها؛ وأهم مناعة على صعيد المجتمع تكمن بالمجاورة كاللبنة الأساسية في بنيته، لكن أيديولوجية التقدم غيبتها عبر استبدالها بمؤسسات؛ وأهم مناعة على صعيد الوجدان تكمن بالمحبة وروح الضيافة، لكن أيديولوجية التقدم غيبتها عبر استبدالها بالمنافسة حول رموز. عندما تصل الأمور إلى اعتبار إنهاء المنهاج أهم من عافية البشر (الأطفال خاصة)، عندها يكون السكوت بمثابة جريمة ضد الأطفال. ’التعليم عن بعد‘ يسلب الأطفال مناعتهم وعافيتهم ويجعلهم فريسة سهلة لفيروسات من شتى الأنواع. مقابل هذا، يشكل التعلم وفق العافية أهم مكوِّنٍ للمناعة، مما يعني أن مسؤولية المرء أن يتعلم أهم من واجبه أن يدرس. 

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *