الخاطرة رقم 131: الحق على التعليم!… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(19 كانون الثاني/ يناير 2021)

التعليم ليس حق بل أداة/ وسيط لاكتساب معلومات ومهارات آلية ومعارف تقنية. الحق هو في توفير أجواء حية متنوعة يدخلها من يريد ويختار ما هو شغوف بتعلمه. التعلم قدرة فطرية موجودة لدى كل إنسان. لا علاقة للتعليم بالتعلم إلا بمعنى الاكتساب الذي أشرتُ له. إذا أهملنا هذا التمييز نخسر أهم ما يميز البشر: التعلم كقدرة عضوية تحدث طوال الوقت (مثلها مثل التنفس) دون الحاجة لمؤسسات ومهنيين ومناهج وتقييم. إذا أهملنا التمييز بين الاثنين سنبقى نسخًا عن آخرين نحتذي بأحذيتهم، وببغاوات نعيد ما يصدر عنهم. التعلم في الجذور يحدث عبر انغماسنا بالأتربة الأرضية والثقافية والمجتمعية والوجدانية. وهذا يتطلب حماية هذه الأتربة من التلوث والتخريب. لنتذكر قول الرومي قبل 750 سنة: ’لربما أنك تبحث بين الأغصان عما لا يظهر إلا في الجذور‘. التعليم ينتمي للأغصان؛ التعلم للجذور ضمن أتربة متعافية. المجاورة وسيط أساسي للتعلم، وللتغذية من الأتربة، ومكوِّن أساسي للتربة المجتمعية؛ التأمل والاجتهاد مكونان أساسيان للتربة الثقافية-المعرفية؛ العلاقة مع الطبيعة مكون أساسي للتربة الأرضية؛ المحبة والصدق والاحترام وروح الضيافة والشعور بالمسؤولية والعيش بعافية مكونات أساسية في التربة الوجدانية. بعبارة أخرى، ليس الحق في التعليم بل الحق على التعليم الذي يضع حول عقولنا، كالجلدتين اللتين نضعهما حول أعين الفرس حتى لا يرى إلا الطريق المرسوم له.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *