الخاطرة رقم 161: حول لقاء البابا فرنسيس بآية الله علي السيستاني… الجزء الثالث… التعلُّم عشق وليس طمعا بالنجاح وخوفا من الفشل… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(19 آذار / مارس 2021)

عِبْرَ ما سمعتُه حول ما جرى في اللقاء بين البابا والسيستاني، انتبهتُ أن تركيزهما كان على المحبة والسلام بين الناس، أمور اعتبَرَها الاثنان جوهر الأديان، أكثر بكثير من الحديث حول الجنة والنار. المؤمن الذي يفعل خيرا نتيجة حبه لله والناس والعيش بحكمة، واحترامه للتعددية والمسؤولية في الحياة، يختلف كليا عن شخص يفعل خيرا طمعا بالجنة وخوفا من النار. ما أود قوله هنا، وذات علاقة بالروح التي تجسدت في اللقاء، تتعلق بالتعليم: هناك فرق شاسع بين مَنْ يتعلّم طمعا بالنجاح (الجنة) وخوفا من الفشل (النار) وبين مَنْ يتعلم نتيجة عشق لناحية بالحياة وفق الحكمة والعافية ومحبة البشر والطبيعة. ما أتمناه هو أن تُلْهِم روح لقاء البابا والسيستاني المسؤولين بالتعليم والأكاديميا حيث يمارسوا هذه الروح بمجالاتهم ويركزوا على هذا العشق أكثر من الطمع بالنجاح والخوف من الفشل، إذ عندها سنبدأ باستعادة العافية التي يحتاج لها العالم أكثر من أي شيء آخر. بعبارة أخرى، اختار التعليمُ (الذي جاءنا من القبيلة الأورو-أمريكية) أن يسير طريق الجنة والنار بما في ذلك المدارس والجامعات التي تدعي أن مناهجها عالمية، ويتحكّم بقيمة الطالب أشخاصٌ بعيدون آلاف الأميال، قابعون في سويسرا ولندن وغيرهما! التقييم عن بعد سبق التعليم عن بعد. صعبٌ التفكُّر بشيء أكثر تخديرا من هذا. كورونا تذكيرٌ لنا من رب العالمين أننا إذا لم نتحمل المسؤولية ونتخذ خطوات لحمايتنا وحماية أطفالنا من السير وفق نجاح وفشل، فمصيرنا جهنم على هذه الأرض وبئس المصير. التعليم والأكاديميا اختارا طريق الجنة والنار وليس طريق عشق الحكمة التي اختارها العرب قبل 1200 سنة في بغداد. منذ 1971، أتجوّل داخلي كل صباح أنظر فيما دخل عقلي وقلبي وروحي ووجداني وأمعائي، وأتأمل في ذلك وأجتهد لأتعرف وأفهم ما كان منها بمثابة بكتيريا سيئة وما منها بمثابة بكتيريا طيبة، حيث أحتضن وأغذي البكتيريا الشافية. شكّل هذا التأمل صلاتي اليومية منذ 50 عاما، لم أكن فيها ببغاء أعيد كلمات أكون ساهيا عما أقوله، فويلٌ للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. التعليمُ اختارَ طريقَ الجنة والنار لا طريق المحبة والعشق: عشق التعلم والفهم والمحبة بين الناس. في السنة التي يكون فيها الطالب بصفّ التوجيهي تكون سنة جحيم له ولعائلته — باسم التقدم! اللهم أَخْرِجْنا من ظلمات الوهم المتمثل بالتقدم على طريق تدمير الحياة على الأرض، والذي كان مهندسها الرئيسي إينشتين (الوحيد الذي استطاع إقناع روزفلت بصنع القنبلة الذرية في رسالة له عام 1939 تبعها بثلاث رسائل أخرى. بدلا من رؤية الواقع، نتخذ إينشتين قدوة – تخديرٌ لم يعرف له التاريخ مثيلا!) آمل قريبا أن يسير التعليم والأكاديميا الطريق الذي بدأ بتعبيده علي السيستاني والبابا فرنسيس اللذين اختارا طريق روح الأديان، لا مؤسساتها.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *