الخاطرة رقم 183: خواطر مستلهمة من غزة الجزء الثاني: الفرق بين قلب من طين وقلب من حديد … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(1 حزيران / يونيو 2021)

قول لشمس التبريزي: ’عندما أخبرتُه أن قلبي من طين سخر مني لأن قلبه من حديد؛ قريبا ستمطر، سيزهر قلبي ويصدأ قلبه‘. غزة مزروعة في طينة من تربة جغرافية تاريخية ثقافية مجتمعية حضارية وجدانية؛ نتنياهو نتاج أيديولوجية أوروبية-أمريكية. أزهرَت قلوب أهالي غزة وصدأ قلب نتنياهو. التربة، كالقلب، تنبض بالحياة ودائمة الحيوية. الأيديولوجية، كالعقل الفاقد لحكمة، تصدأ بعد أول نقطة ماء حية. المكوِّن الأساسي بالحياة والتعلُّم أتربة حيّة ترتبط بجذور وتولّد ذاتها باستمرار، لذا مسؤوليتنا كبيرة في حمايتها من التعفّن والخراب. المؤسسات التي تقوم بأعمال مفيدة دون أن تطمس الأتربة أو تسلبها القدرة على توليد ذاتها، لا بأس بها. لكن إذا سلبت الإنسان والمجتمع ما يمكن أن يفعلوه بأنفسهم، عندها ضروري الحذر. أكبر عائق لمقاومة هذا السلب هو الكسل، فمعظم الناس يُسَلِّمون نواحي هامة جوهرية بالحياة لمؤسسات ومهنيين (مثل ما يدخل العقل والمعدة والقلب والعلاقات، لديهم ولدى أولادهم). هذه النواحي، بالمقام الأول، مسؤولية المجاورة التي تمثّلها العائلة. تدخُّل مؤسسات بأمور مثل التعلم والإيمان والكرامة والحكمة والمسؤولية والعافية بما فيها عافية الثقافة والمجتمع يؤدي إلى سلب روح وجوهر حياة البشر. هناك فرقٌ شاسع مثلا بين منتوجات ثقافية تصدر من مؤسسات، ومنتوجات ثقافية تنبع من أتربة حيّة رغم تشابههما بالمظهر؛ لكن شتان ما بين الاثنتين. كذلك، أهم شيء بأي مجاورة ليس المخرجات بل الحيوية والطاقة والتغذية المتبادلة بين المتجاورين.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *