سقط الإنسان مرتين: الأولى من جنة عدن إلى الأرض، والثانية من كونه إنسانا إلى كونه سلعة

السقوط الأول كان من ربنا سبحانه وتعالى، أما السقوط الثاني فهو من صُنْع القبيلة الأورو-أمريكية. نتيجة السقوط الأول أصبح الإنسانُ مسؤولا عن تصرّفاته وأفعاله. بالسقوط الثاني فقَدَ الإنسان مسؤوليته كليا وأصبح سلعة تتقاذفها الأسعار وأصحاب السيطرة والمتنفذين بحياة الناس؛ أصبح الإنسانُ رهينةَ عالَمٍ تحكمه همجية لم يعرف لها التاريخ مثيلا. مظهر لهذه الهمجية تقزيم قيمة الإنسان إلى رقم يقيسُ ترتيبَه على خطٍّ عمودي بالنسبة لإتقانه للببغاوية (إلى جانب مهارات تقنية). عشنا ظاهرة هذا السقوط يوم 16/ 8/ 2021 حين أُعْلِنَت نتائج التوجيهي (والحال ذاته بمعظم الدول). مقاييس تُشكّل احتقارًا للبشر وأصوليةً فكرية معرفية أحادية عالمية). حوالي 40% ممّن قدّموا الامتحان حصلوا على صفة فاشل/ ساقط/ راسب، صفة تبقى معهم ليوم يبعثون! لم يصل ابليس لدرجة الانحطاط هذه؛ انحطاط صَمّمته القبيلة الأورو-أمريكية. أوصى غاندي لخلاص الهند بكتابِهِ ’هند سواراج‘ (1909): ’إبعاد مدى الحياة كل شخص ينشر المدنية الأوروبية بالهند وهذا ليس كافيا للتكفير عن ذنوبه‘! انحطاط البشرية الذي نعيشه لم ينتج عن جهل بل عن تصميم وتخطيط وتنفيذ. المسؤولية تقع كليا علينا لانتزاعنا منه والعيش وفق رؤية أداتها الرئيسية المجاورة، وتتوافق مع عافيةٍ ترتبط بالأتربة المغذية، وتدرك الأمور ضمن أفق حضاري تكوَّنَ بفِعْلِ الحضارة العربية الإسلامية التي جَمَعَت لعدة قرون مساحة جغرافية امتدت من الهند وإيران شرقا حتى المغرب والأندلس غربا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *