آن الأوان، كمسيحيي بلاد الشام، أن نقول للغرب: لكم مسيحكم ولنا مسيحنا؛ ولا يلتقيان إلا بقلوب الناس

ربما تكون آخر فرصة لنا، كمسيحيي بلاد الشام خاصة، استعادة المسيح الفلسطيني الذي اختَطفَتْه أوروبا قبل 17 قرنا واقتَرَفَت باسْمِه، كما ذكرتُ بخواطر سابقة، جرائم لا مثيل لها بالتاريخ، حيث كان للمؤسستين الدينية والتعليمية دورٌ كبير. اكتُشِفَت حديثا مقابر بكندا لأطفال شعوب أصلية قُتلوا بتعاونٍ مع المؤسستين. انظروا مثلا:

https://www.nytimes.com/2021/06/26/world/canada/indigenous-residential-schools-grave.html

منذ مائة عام عادت أوروبا مُجددّا لتغزونا. تمّ الغزو الأول على أيدي صليبيين كانوا وبالا على المسيحيين والمسلمين. عام 1917 عادت بريطانيا واحتلّت فلسطين. أول جملة قالها ’ الجنرال اللنبي‘ في اجتماع بالقدس: ’اليوم انتهت الحروب الصليبية‘! (هذا ما ذكره ’واصف جوهرية‘ الذي حضر الاجتماع بمذكراته). مهّدت بريطانيا الطريق للصهاينة احتلال معظم فلسطين. لأول مرة تم تدمير الريف (1948). اقتصرت الاحتلالات السابقة على المدن. رسّخت الولايات المتحدة هذه الجرائم وزادت عليها إذ بعد 80 عاما غزت ودمّرت بلدانا أخرى شملت أفغانستان والعراق حيث أكّد ’بوش‘ أن الله حثّه على غزو العراق! ثم جاء ترامب وبومبيو (كمسيحيين صهاينة) وعمّقوا الكارثة. لذا من السخف أن نعتقد أن هناك علاقة بين مسيحية بلاد الشام ومسيحية الغرب (نشرتُ خلال الانتفاضة الأولى كتيّبا بعنوان ’ مسيحية أمي ومسيحية الغرب‘). آن الأوان لاستعادة المسيح الفلسطيني وتذكير شبابنا أن مسيحيتنا بريئة من مسيحية الغرب. ضروري ألا نُخْدَع لشَبَهٍ بالكلمات ورموز. استغلّت المؤسسة المسيحية الغربية (بريطانيا وأمريكا) المؤسسات الصهيونية ليرتكبوا أبشع الجرائم باسم اليهود. ناحية ضروري توضيحها قبل أن أنهي: إذا جاء شخص أو مؤسسة من الغرب ليتحادث معنا وليتعرّف على مسيح بلاد الشام (وليس ليحاول تحويلنا إلى مسيحيته) فأهلا وسهلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *