خاطرة… بين الأغصان والجذور، مرة أخرى… هزالة المؤسسات ودور المنظمات الدولية في تبرير جرائم

إحدى الأمهات اللواتي عملتُ معهن بمخيم شعفاط ’سهام حوات‘ كانت تعمل مع الأطفال بروضة الجامع. زرتُها بالروضة وشاهدت إنسانة من أروع من شاهدت في علاقتها مع الأطفال: حبٌّ متبادل بينها وبينهم، والعمل معا بنواحٍ حياتية. حيوية وسعادة غامرتين. الكرامة والاحترام والسعادة ميزت العلاقة والتعامل. رغم كل هذا الجمال، كانت سهام مهددة دوما بالفصل من عملها (من قِبَل وزارة التعليم الفلسطينية) لأنها لا تحمل شهادة التوجيهي المزرية! في السنة التي عملتُ فيها معهنّ قدّمت ’سهام‘ امتحان التوجيهي للمرة الخامسة أو السادسة ولم تنجح. قلتُ لها: كل الاحترام لعقلك الذي يرفض أن يتلوث، وأن يعيد كالببغاء ما يملى عليه؛ وكل الاحترام لقلبك الذي يرفض أن يموت من أجل علامة خبيثة. كذلك الحال بالنسبة للمنظمات الدولية. ’عصبة الأمم‘ هي التي أصدرت صكًّا في 11/ 9/ 1922 أقرّت فيه احتلال بريطانيا ’قانونيا‘ لفلسطين. كما حدث نفس الشي من قبل ’#هيئة_الأمم‘ التي أصدرت صكا آخر يوم 29 نوفمبر 1947 أقرَّت فيه ’قانونية‘ تهجير الفلسطينيين من مدنهم وهدم قراهم وسبب معاناتنا حتى يومنا هذا. لولا العصبة والهيئة لَمَا خسرنا #فلسطين. لذا، جزء من مسؤوليتنا كبشر حماية أنفسنا من منظمات وإعلانات دولية هي نفسها جزءٌ أساسي من أدوات التخريب لكن بأغلفة براقة وكلمات فضفاضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *