إلى الصديقات والأصدقاء والمتابعات والمتابعين

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 54: روبة اللبن: المعنى الحقيقي للاستدامة … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(23 أيلول/ سبتمبر 2020)

روبة اللبن الطبيعية تعيش أبد الدهر؛ قدرة طبيعية لتوليد الذات؛ تولّد ذاتها دون كلل، وتجسّد معنى الاستدامة الحقيقية. تعبير “التنمية المستدامة” الشائع ينطبق على ما هو مخرِّب. ما نمى باستدامة عبر القرون الثلاثة الماضية: الأسلحة؛ تخريب الحياة في الجوهر (كتخريب الجينات)؛ والنمو الأسي لرأس المال (ما يشار له بالربح المركب في كتب الرياضيات المدرسية، وفي رأيي هو المخرِّب الخفي الأكبر للحياة). وجه الشبه بين روبة اللبن وخميرة العجين والنباتات البرية والتعلم وروح الضيافة والمجاورة وتكوين معنى يكمن بأن جميعها بطبيعتها تولّد ذاتها دون الحاجة لمؤسسات ومهنيين وميزانيات. أي تخريب لأيٍّ منها هو جريمة ضد الحياة. التنمية المستدامة المدمِّرة هي نقيض روبة اللبن الخالدة. عمل لبن فنٌّ في طريقه للاندثار أمام ما هو مصنّع، تماما مثل التعلم كقدرة عضوية في طريقها للاندثار عبر التدريس.

 #Munir_fasheh # منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر  #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 53: العيش وفق الوفرة مقابل العيش وفق الندرة … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(22 أيلول/ سبتمبر 2020)

التعلم يتوافق مع الوفرة… التعليم مع الندرة

العافية مع الوفرة… الاستهلاك مع الندرة

المجاورة مع الوفرة… المؤسسة مع الندرة

ما يحسنه المرء كمصدر قيمته مع الوفرة… التقييم العمودي مع الندرة

ما أبحث عنه مع الوفرة… أبحاث مؤسسية مع الندرة

الكرامة مع الوفرة… الحقوق مع الندرة

النباتات البرية مع الوفرة… المأكولات المعدلة وراثيا مع الندرة

التحادث مع الوفرة… ورش عمل وتدريب مع ندرة

قدرات فطرية مع الوفرة… قدرات مكتسبة مع الندرة

قصص وحكايات ومعارف حياتية مع الوفرة… نظريات ومعارف تقنية مع الندرة

روح الضيافة مع الوفرة… خدمة ومساعدة عبر مؤسسات ومهنيين مع الندرة

 #Munir_fasheh # منير_فاشه  #مجاورة  #خواطر #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل  #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 52: المعرفة فِعْل … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(21 أيلول/ سبتمبر 2020)

في عملي مع المدارس خلال عقد السبعينيات (أي قبل أكثر من 40 سنة) كنت أحمل قلم رصاص وأسأل الأطفال: كم قلمًا بيدي؟ يقولون بكل ثقة: قلم واحد؟ أسأل: متأكدين؟ يقولوا نعم. أكسر القلم وأشحذ طرف مكسور ثم أسأل: كم قلم ترون؟ اثنان. أقول قبل دقيقة كنتم متأكدين أني أحمل قلم واحد، ماذا حصل؟ يقولون: ممكن تكوين 5 أقلام أو حتى عشرة أقلام صغيرة. أقول: بالكتب المقررة يوجد دائما جواب واحد صحيح بغض النظر عن سياق وفعل وتدخلنا فيه. الإنسان فاعل وليس فقط مُستَقْبِل. المعرفة والإجابات والمعاني مرتبطة دوما بسياق وأفعال وبشر يتعاملون معها وليست حقائق منفصلة عن كل هؤلاء.

 #Munir_fasheh # منير_فاشه   #مجاورة  #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 51: عودة إلى ‘دانيال بلس’… التبشير بالدين والتبشير بالأكاديميا … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(20 أيلول/ سبتمبر 2020)

نبهتني ‘ريف فاخوري’ إلى ما جاء في أحد هوامش كتاب ‘المسيحية بين العرب’ ل‘منذر حدادين’ يحكي ملاقاته مع ‘دانيال بلسْ’ حفيد ‘دانيال بْلِسْ’ الذي أنشأ الجامعة الأمريكية في بيروت قبل ذلك بمائة سنة. كتب ‘منذر’: “كان لي لقاء مع دانيال بلس الحفيد في جامعة واشنطن بمدينة سياتل الأمريكية عام 1968، ومما ذكره لي أن جده ‘دانيال بلس’ بدأ العمل بالتبشير في لبنان في الأربعينيات. ثم عاد إلى الولايات المتحدة عام 1857 وأبلغ المشرفين في كنيسته أن مهمة التبشير في تلك البلاد التي يعرف أهلها الله والديانات، مهمة صعبة وأنه يخشى أن يتحول العاملون معه إلى الإسلام واقترح عليهم تأسيس كلية لأن ليس هناك أية كلية. وافق المجلس وجُمِعَتْ تبرعات؛ تمكنت بعثة ‘بلس’ من شراء قطعة أرض؛ والبدء بالبناء”. ما كتبه ‘منذر’ جعلني ألاحظ وجه الشبه المذهل في المنطق الخفي بين التبشير بالدين والتبشير بالأكاديميا. كنتُ ضحية الاثنين: دين ورياضيات. انطلق بْلِسْ بالمجالين من أنه يمتلك الحقيقة الأحادية العالمية وأن واجبه فرضها علينا دون أن يعرف اسمنا وثقافاتنا؛ أطلق علينا natives! ادعاء امتلاك الحقيقة وفرضها علينا ببلطجة ناعمة عبر ‘مستوطنات معرفية’ (مدارس وجامعات) هو ادعاءٌ يشكّل الفيروس الأخطر على صعيد الفكر والإدراك وقيمة الإنسان والتعلُّم كقدرة عضوية، إذ يغيّب حقيقة أن كل إنسان مصدر معنى ومعرفة وفهم – فيروس عميق جدا ما زال ينهش فينا ويهزمنا من الداخل. جدير ذكر ما قاله ‘بْلِسْ’ الجدّ في حفلٍ افتتاح “College Hall “ يوم 7 /12 / 1871:

“…it will be impossible for anyone to continue with us long, without knowing what we believe to be the truth and our reasons for that belief”.

بالعربية:

” سيكون من المستحيل على أي شخص أن يستمر معنا لفترة طويلة، دون معرفة ما نعتقد أنه الحقيقة وأسباب هذا الاعتقاد.” 

مقابل ادعاء الحقيقة سَلَكَ العرب وأممٌ أخرى طريق الحكمة. اسم أول جامعة عربية ‘بيت الحكمة’ ببغداد. ضروري التوقُّف هنا والتأمُّل بالفرق بين ادعاء الحقيقة والعيش بحكمة. الحكمة تتضمن سعة صدر ورحابة فكر وتعدُّد معنى وجدْل نسيج بين البشر والثقافات ومع الطبيعة والحضارة. ادعاء امتلاك الحقيقة الأحادية العالمية يتوافق مع قيمتي السيطرة والفوز اللتين تؤديان بالضرورة إلى تمزيق العالم داخل الإنسان وتمزيق النسيج المجتمعي وسحق الروح والوجدان وتبرير استعباد الآخرين. كتَبَ ‘غرامشي’ قبل مائة سنة أن جوهر الهيمنة يكمن في إيمان المُهَيْمَن عليه بالتفوق الذهني والأخلاقي للمُهَيْمِن، وهذا ما لم ينجح فيه ‘بلس’ عبر الدين لكنه نجح نجاحا باهرا بمجال المعرفة. أُصِبْتُ بهذا الفيروس في مجال الرياضيات ونقلتُه إلى طلبتي دون وعيٍ مني، إذ كنت أعتقد أني أفعل خيرا. لا شيء أعمق من غزو العقل والقضاء على مناعته وفتح الباب على مصراعيه أمام غزوات على أصعدة أخرى. غزو العقل الذي لا ترافقه حكمة يحوّلنا إلى عبيد ‘مضبوعين’ نردد ‘حاضر يابا’ كما بالحكاية الشعبية أن الضبع حيوان مفترس لئيم قذر، يضبع فريسته حينما يصادف شخصاً جباناً فيبوّل على ذيله ويرشقه ببوله، فيُذْهَل ذلك الشخص ويفقد عقله ويسير خلف الضبع ظناً منه أنه أبوه ويلحق به إلى وكره حيث يجهز الضبع عليه ويفتك به فريسة سهلة. سرنا وراء ‘بلس’ فريسة سهلة منذ 150 سنة، لم نفق منها بعد. كانت هناك محاولتان في فلسطين لإيقاذنا من هذا السبات والخداع، كان الأول خليل السكاكيني الذي حذّر عام 1896 وهو بعمر 18 سنة أن التعليم الذي أحضرته الجاليات الغربية هو احتذاء بحذاء الغير وهو إذلال. أما المصدر الثاني الذي حذّرنا من السير وراء ضبع العقول فكان فلاحو فلسطين الذين دعوا للقاء بيافا عام 1929 انتقدوا فيه التعليم الذي ينشره الاحتلال الانكليزي بقرى فلسطين: تمزيقٌ للعلاقات داخل العائلة ومع الأرض. (كالعادة، ضروري التمييز بين معارف تتعلق بالحياة ومعارف تقنية؛ أتكلم هنا عن الأولى). ما فَعَلَه ‘بلس’ بكل هدوء احتقار وتغييب ما لدينا من معارف وثقافات تتوافق مع الطبيعة الشافية والعيش بحكمة واستبدالها بعلوم تُخْضِع الطبيعة وتخلخل أسسها. لهذا أشير للمؤسسات التي نشرها الغرب عندنا ‘مستوطنات معرفية’ فمنطقها الخفي هو منطق المستوطنات الإسرائيلية التي تحيطني من كل جانب برام الله. جدير بالذكر أن ادعاء بلس امتلاك الحقيقة يتوافق مع شعار هارفارد VERITAS (تعني الحقيقة). ادعاء الحقيقة وتغييب الحكمة هو الفيروس. أخيرا أود ذكر قولين كتوضيح لبعض ما جاء بأعلاه:

AUB President Fadlo Khuri in his inauguration speech (Jan. 2016) stressed that the legacy of Daniel Bliss lives on: “One thing has not changed since Daniel Bliss founded AUB in 1866: we are determined to make an impact – on knowledge, and on society”.

بالعربية: 

“أكد رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، فضلو خوري، في خطابه الافتتاحي (كانون الثاني / يناير 2016) أن إرث دانيال بلس لا يزال قائماً: “لم يتغير شيء واحد منذ أن أسس دانيال بلس الجامعة الأميركية في بيروت عام 1866: نحن مصممون على إحداث تأثير – على المعرفة وعلى المجتمع.”

أما القول الثاني فجاء على لسان أهم مؤرخ فلسطيني، وليد الخالدي، في خطاب التخرج في الجامعة عام 2010: “منذ نحو 145 سنة، رست في ميناء بيروتسفينة… كان على متنها مجموعة غير عادية من الرجال جاؤوا حاملين معهم جوهر ما في القيم الفضلى من بلادهم البعيدة: نزاهة القصد والتزام الخدمةواستقامة في التعامل مع الغير وطاقة لا تنضب وتفاؤل لا يكل”!

#AUB #danial_bliss #Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر#الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 49: روح الضيافة … جزء 2: يوجد مكان آمن لك … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(18 أيلول/ سبتمبر 2020)

كتبت في نهاية الخاطرة السابقة: ‘لا غنى عن الضيافة والمسؤولية في معالجة الأزمات الهائلة التي نعيشها’. خلال خبرتي عبر عقود، أشعر بقوة أن معظم ما نمرّ به من أزمات يمكن أن نعالجه بأنفسنا كأهالي. المؤسسات والمهنيون سلبونا هذه القدرة. أحلى وصف سمعته للمؤسسات كان على لسان مكسيكي أنهم كالشجر، نذهب لنستظل بهم وقت الحاجة لا أن يلحقونا ويحاولوا إقناعنا أننا معاقين لا نستطيع تدبير أمورنا بأنفسنا. الانتفاضة الأولى (87-1991) كانت من أكثر الفترات التي عشتُها بحياتي تجلّت فيها روح الضيافة. كان هناك دوما مكانا يدخله من يحتاج له بأمان. من أكثر القصص التي شاعت في تلك الفترة كانت حول شاب هاربا من جنود تلاحقه ودخل بيتا في قرية قرب جنين كانت فيه امرأة تغسل ملابس في ‘لَجَنْ’ غسيل كبير أمامها. سألها الشاب أين يمكن أن يختبئ، فكّرَتْ ثم قالت ‘تعال اختبئ تحت سروالي’. دخل الجنود وسألوها عن الشاب أشارت إلى أنه مرّ وربما خرج من الباب الخلفي. مرة أخرى، ما عَنَتْهُ الضيافة عبر العصور: يوجد مكان آمن لك. أعود لأذكّر أن أكبر هدية لطفل أو يافع في الظروف التي نعيشها عالميا هي شخص كبير يصغي له دون تقطيع ودون أحكام. الضيافة روح الرحب والسعة.

#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة

رقم 46: المجاورة ليست فكرة حديثة ولا مستوردة ولا مترجمة … جوهر المجاورة جزء 4 … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(15 أيلول/ سبتمبر 2020)

المجاورة ليست فكرة حديثة ولا مستوردة ولا مترجمة. لم تصدر من أيديولوجية القبيلة الأوروبية التي تكونت منذ قرون بل هي أقدم اللَبْنات في بنية المجتمعات وأكثرها ارتباطا بالحياة وسياق وفِعْل وقِيَم؛ لكن مغيبة من الحياة المعاصرة. لا نجدها ضمن مكونات المجتمع المدني (تعبيرٌ أجده، إما عن قصد أو غير قصد، يطمس المجاورة) بل نجدها ضمن مجتمعاتٍ حيّة. نبعت المجاورة تاريخيا على الأغلب عندما انتبه الإنسان أن حياته ستكون أجمل وأريح وأكثر نشاط وحيوية عندما يكون ضمن مجموعة، التي كانت العائلة أهم مظاهرها. فقدت العائلات الحديثة، خاصة بالمدن، هذه الروح مما يفسّر تكاثر أمراض نفسية وعاطفية واجتماعية ووقوع اليافعين في حالة يأس وإحباط وملل وغياب معنى وقيمة.

#منير_فاشه  #مجاورة #خواطر  #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل  #تعلم  #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 45: التعلُّم فنّ العيش وجوهر الحياة … جوهر المجاورة جزء 3 … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(14 أيلول/ سبتمبر 2020)

التعلُّم فنّ العيش وجوهر الحياة. كما يقول ‘جون هولت’: “الطيور تطير والسمك يسبح والإنسان يتعلُّم”. تتكون المجاورة ضمن سياق وطبيعة وحضارة متنوعةِ الثقافات. من الصعب ذكر حضارة قبل الأوروبية لم تكن الحكمة جزءا أساسيا فيها. تمّ قبل ما يقارب من 400 سنة احتكار القبيلة الأوروبية لمعنى معرفة، والادعاء بأن مسارها أحاديٌّ عالمي على الجميع أن يسلكوه إذا أرادوا التقدم. نجَحَتْ أوروبا في سعيها ذاك من خلال وَضْع العقل على العرش وتغييب الحكمة. العقل قوة هائلة لكن دون حكمة كرفيقة له يمكن خداعُه بسهولة. لا أمل لاستمرار الحياة على الأرض دون استعادة الحكمة في حياتنا. لا يوجد بالمجاورة تقييم عمودي يكون الشخص فيه إما أعلى أو أدنى من غيره. كل شخص ‘خلطة’ فريدة لا تشبه أخرى؛ لا يمكن مقارنتهما على خط عمودي. مثلٌ هندي يقول: ‘كل إنسان كامل بشكلٍ فريد’. أجد قول الإمام علي ‘قيمة كل امرئ ما يحسنه’ (بشتى معاني يحسن بالعربية: الإتقان والجمال والنفع والعطاء والاحترام) يشفينا من كثيرٍ من أوهام وخرافات المدنية المهيمنة.

#منير_فاشه  #مجاورة #خواطر  #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل  #تعلم  #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 44: المجاورة طريق الأنبياء… جوهر المجاورة جزء 2 … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(13 أيلول/ سبتمبر 2020)

المجاورة طريق الأنبياء. المسيح الفلسطيني عاش  ضمن مجاورة مع تلاميذه؛ والنبي العربي عاش ضمن مجاورة مع صحابته. أول مجاورة يعيشها الطفل مع أمِّه ثم عائلته. العائلة المليئة بالعافية لا يمكن استبدالها بأي شيء – تماما كنبع ماء صافٍ لا يمكن استبداله بأي شيء. الأم النبع الصافي لعافية الطفل. النظريات الحديثة حول تربية الأطفال يجب أن نتعامل معها بحذر، إذ في أغلبها تنتمي للأغصان. حب ورعاية الأم لطفلها متوفران بالخليقة والفطرة. نستعمل ‘عافية’ بكثرة في بلاد الشام لكن لا نعيشها في حياتنا حاليا إذ غيّبها نمط الاستهلاك المهيمن عالميا.

#منير_فاشه  #مجاورة #خواطر  #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل  #تعلم  #التعلم_قدرة_عضوية

رقم 43: المجاورة الحاضنة الطبيعية للتعلم … جوهر المجاورة جزء 1 … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(12 أيلول/ سبتمبر 2020)

المجاورة هي الحاضنة الطبيعية للتعلم، واللبنة الأساسية ببُنْيَة المجتمع؛ هي رَحِم المجتمع تحميه وتغذّيه وتتغذى منه – تماما مثل رحم الأم الذي يحمي ويغذي الجنين حتى يقوى ويكون قادرا على العيش. فقداننا للمجاورات وضَعَنا في مهب الريح حيث نلجأ لمهنيين ينظرون إلى الحياة عبر مصطلحات وتصنيفات مؤسسية وأكاديمية لا تستمد معانيها من الحياة بل من خبراء همُّهم الرئيسي إقناع الناس أنهم بحاجة إلى مؤسسات في شتى نواحي الحياة، وأن الماضي متخلف وولّى زمانه. كذلك، المجاورة مثل خميرة لا تسعى لتغيير المجتمع بل تنتقل حيويتها إلى من وما حولها طبيعيا دون الحاجة لأحد ودون تخطيط وتنفيذ هرمي، تماما كدودة الأرض التي تُغذّي الجذور في الخفاء دون تخطيطٍ وتبجُّح وغرور وادعاءات. الدعوة لاستعادة المجاورة كمكون أساسي للمجتمع هي دعوة للعودة للعيش بحكمة وعافية ووفق ما هو متوفر. لا يوجد تدريس في المجاورة ولا مواد جاهزة؛ التركيز على التعلّم كقدرة عضوية موجودة فينا بالخليقة. 

#منير_فاشه  #مجاورة #خواطر  #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل  #تعلم  #التعلم_قدرة_عضوية