رقم 14: حول الأمل – أسطورة بندورا الفلسطينية … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(14 آب/ أغسطس 2020)

هذه الخاطرة هي عن النساء الذين عملتُ معهنّ بمخيم ‘شعفاط’. أود هنا أن أذكر دور الأمل في حياتهن. سأحكي قصة ‘صندوق بندورا’ – بطريقتي الخاصة وعلاقتها بنساء شعفاط – وليس كما جاءت في الأسطورة. ظروف مخيم شعفاط لعله الأسوأ بين المخيمات الفلسطينية التي زرتها بلبنان وسورية والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة. ما يجعلها الأسوأ تراكُمُ عدة أمور: كونُها داخل حدود القدس مما يجعل اقتحام الجيش لها بكثافة كبيرة؛ كما أن قربها من القدس يجعل دخول المخدرات لها سهلا؛ بعد تسليم منطقة ‘بيرنبالا’ والقرى حولها للسلطة الفلسطينية انتقل عدد كبير من هذه القرى إلى مخيم شعفاط للحفاظ على هوية القدس مما جعل عدد سكان المخيم إلى ضعفين أو أكثر بينما بقيت المساحة والخدمات كما هي؛ هذا إلى جانب نواحٍ أخرى كثيرة مثل “زوجٍ بالفراش” بسبب التعذيب أو ابن مستشهد وآخر معتقل… قدرة الأمهات على بقاء الأمل حيًّا والمحبة حية والعلاقات بينهن حية ضمن الظروف السائدة هي قدرة بمثابة أعجوبة بشرية. كنتُ أقول لهنّ دوما: أنتن أعجوبة الحياة، والعمود الفقري للشعب الفلسطيني؛ بدونكن سينكسر ظهر هذا الشعب. تَقُمْنَ بما هم ضروري كل يوم دون يوم راحة بالسنة بما لا يمكن لخمسة من حملة شهادات عالية (في التربية وعلم الاجتماع وعلم النفس والإدارة والمالية) القيام به. ذكرتُ لهن قصة صندوق بندورا على طريقتي الخاصة النابعة من حياتهنّ [يمكن أن نشير لها بأسطورة بندورا الفلسطينية] حيث كلٌّ منهن آخر النهار تسمح لكل شرور اليوم بالخروج من الصندوق، وعندما يهمّ الأمل بالخروج تغلق الصندوق، إذ يشكّل الرفيق الأهم في حياتها باليوم التالي.

#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #جريمة_بيروت #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية