الخاطرة رقم 188: ثورة قوامها القمح… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(9 حزيران / يونيو 2021)

يوم السبت 26/ 6/ 2021 شاركتُ بحصاد قمح بمنطقة قرب صويلح. وكنت قبلها قد شاركتُ بحصادٍ في منطقتين أخريين: الهاشمي الشمالي والأرض المحاذية لكارفور/ سيتي مول. مشروع القمح والحصاد جزء من مبادرة ’ذكرى‘ التي بدأت نشاطها بغور المزرعة. أسس المبادرة لمى الخطيب وربيع زريقات. مرت المؤسسة بتجارب متنوعة غنية، كان آخرها استغلال أراضٍ مهملة وزراعتها جماعيا من قبل أصحاب الأراضي والجيران القاطنين حول الأرض ومتطوعين من أماكن مختلفة، ويُوَزَّع المحصول مجانا كما يتفق المشاركون أو على من يحتاج له أكثر. بدأوا بأرض في منطقة السلط العام الماضي. كانت تجربة ملهمة شجعتهم على إعادتها هذا العام حيث شارك عدد كبير من أصحاب أراضٍ بعمان. سأحكي هنا عن الخبرة التي عشناها يوم 26/ 6. شارك بالحصاد جيران الأرض التي تمت زراعتها ببذور قمح غير مُخَرَّبة. بعد الحصاد، تجمعنا بزاوية من الأرض حيث أحضرت كل عائلة طبق طعام، وقمنا بتحميص حبوب القمح وأكلنا بعضها محمصة والكمية الأخرى طُحِنَت وأضيف ماء ساخن وطحينة وعسل واسم الأكلة “بتشيلة”، كانت أمسية سمر رائعة. فإلى جانب الجَمْعة الجميلة، ذكّرتنا بالغنى المتوفر في كل مكان لكن تغيّبه المدنية المهيمنة المبنية على نمط استهلاك يولّدُ كسلًا حيث كل شيء مُصنَّع وجاهز. الأراضي المهملة التي يمكن استغلالها لضمان غذاء متعافٍ خالٍ مما يضر الإنسان، خاصة الأطفال، يمكن أن تسدّ حاجات عدد كبير من الناس بجهد جماعي ومصاريف قليلة. جسّدت تلك الأمسية الثلاثي ’المقدّس‘ للرؤية التي نعمل وفقها: المجاورة، والعافية، والأتربة المغذية. المجاورة اللبنة الأساسية ببُنْيَة المجتمع؛ والعافية القيمة الجوهرية التي لا نناقضها بأفعالنا؛ والأتربة التي تُغذّينا ونغذيها: التربة الأرضية والتربة الثقافية-المعرفية والتربة المجتمعية-الاقتصادية والتربة الروحية-الوجدانية. هذه الأتربة هي مكوّنات المجتمع وليس القطاعات الثلاثة (الحكومي والمدني والخاص) التي تدعيها علوم القبيلة الأورو-أمريكية. هذه الأتربة متوفرة في كل المجتمعات وتمثّل مبدأ العيش بوفرة لا بندرة. استعادة القمح يمكن أن تكون بداية لحكم الذات في أمور جوهرية مثل ما يدخل العقل والأمعاء والقلب والعلاقات. المعرفة التي لا علاقة لها بأتربة هي أقرب لمعرفة بلاستيكية ميتافيزيقية. عشنا يوم 26/ 6 روح المجاورة ووفق العافية، كما عشنا الأتربة المغذية عبر علاقتنا مع تربة الأرض، وتربة المجتمع، والتربة الوجدانية حيث جدلَتْ تلك الأمسية نسيجا روحيا بين الموجودين، والتربة الثقافية المرتبطة بالقمح ببلاد الشام (مما يذكّرنا بقول المسيح الفلسطيني، لا الأوروبي: الحقّ أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُتْ، فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير). استعادة العلاقة مع القمح تشكل في نفس الوقت أساس التحرر وأساس الالتزام. كانت تلك الأمسية من أجمل الأمسيات التي عشتها منذ مدة طويلة: منعشة مغذية جميلة مليئة بالحيوية والسعادة، شارك فيها أطفال من كل الأعمار (قارب عددهم عدد الكبار). الحياة بدون مثل هذه اللحظات تكون خاوية من أي معنى. عشنا ساعات وفق إنسانية خارج إملاءات السوق والسيطرة والفوز – وفق روحانية في علاقتنا بعضُنا مع بعض ومع الطبيعة الشافية بشتى مكوناتها.

عندما استيقظتُ صباح اليوم التالي، سرح خيالي نحو شهر تشرين القادم (وأشهُر تشارين أخرى في المستقبل). تخيّلتُ آلاف الأشخاص في أراض مختلفة عبر الأردن، في المدن والأرياف والبراري، يعيش فيها الأطفال بعيدين عن جو مولات وملاهي مصطنعة، ويعيش الكبار خارج إملاءات ومتطلبات المؤسسات؛ يعيشون أياما يستمتعون فيها دون شعور بفروق وتراتبية ضمن أجواء تنبض بالسعادة. تصوروا لو كل المدارس انطلقت الخريف القادم بالطاقة الهائلة في مئات الألوف من الطلبة وساهموا بزراعة وحصاد ليس فقط القمح بل بذور وبقول أخرى في أراضٍ حولهم. لا أمل للبشرية بالاستمرار إذا بقينا نحوم بين الأغصان ونهمل ما يجري بالجذور. نتحدث عن ثورات من شتى الأنواع وننسى ثورة قوامها القمح تتوافق مع الطبيعة الشافية. الاعتماد على الخارج سيتوقف ولا يوجد بديل سوى الاعتماد على أنفسنا وما لدينا من قدرات ومقومات وهي هائلة، لكن مغيبة. عاجلا أم آجلا سنضطر إلى العيش وفقها.

بدلا من التعامل مع تربة الأرض بقدسية كما كانت عبر العصور، تتعامل المدنية المهيمنة حاليا على تدمير التربة حول العالم. أكثر من 80% من التراب دُمِّر خلال عصر ’التقدم‘ الذي حكم العالم سنوات عديدة… نحن من التراب وإلي التراب نعود. كل شيء فينا يعود إلى التراب: فضلاتنا وأجسامنا بعد الموت. إذا استمرينا بالعيش وفق أيديولوجيات القبيلة الأورو-أمريكية سنفقد الأتربة جميعا وليس فقط الأرضية. رغم كل هذه الحقائق، لا يوجد ذكر للتراب كأساس في معارف التعليم النظامي والأكاديمي! قولٌ لشمس التبريزي: كيف يضحك المرج إن لم يبك السحاب؟! وهل ينال الطفل اللبن بغير بكاء؟!

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 187: خواطر مستلهمة من غزة الجزء السادس: انتزاع أنفسنا من حالة التخدير والهوان… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(9 حزيران / يونيو 2021)

انتزعت غزة نفسها من حالة التخدير وخلقت فرصة لنا في أنحاء فلسطين لانتزاع أنفسنا من حالة التخدير التي نعيش فيها منذ 1993. المدنية المهيمنة مخدّر على أصعدة شتى، مخدّر يجعلنا أعداء أنفسنا وأعداء أطفالنا كما يجعلنا نفتخر بعبوديتنا دون أن نعي ذلك. كتبت عن هذا التخدير في خواطر سابقة. نبّهتنا غزة بضرورة التحكّم وحكم أنفسنا، ليس فقط سياسيا واجتماعيا بل أيضا (ولعله الأهم) التحكم فيما يدخل يوميا عقولنا وأمعاءنا وقلوبنا وعلاقاتنا من فيروسات وسموم بطيئة لا نشعر بها لكنها تهزمنا من الداخل. اللغة الرسمية (التي يشار لها ب’اللغة الأم‘ [نقيض لغة الأم كما وضّحتُ بخواطر سابقة] الأخطر والأعمق (والأقل وعيا) كفيروسات تخرب العقول وبالتالي يصبح الشخص معرضا لفيروسات على أصعدة أخرى. العقل الذي لا ترافقه حكمة غير محصّن وفاقد للمناعة مما يجعل خداعه سهلا. اللغة الرسمية حروفها عربية لكن معانيها ومرجعيتها القبيلة الأورو-أمريكية. الخطوة الأساسية في انتزاعنا من حالة التخدير المتمثل باحتلال اللغة الأم محل اللغات الحية تتمثل باستعادة ما يمثل بكتيريا طيبة شافية (على صعيد الفكر والقلب والأمعاء والعلاقات) لتقوم بحمايتنا من البكتيريا الضارة المؤذية التي لعل أخبثها إشعار شعوب العالم بالدونية؛ شعورٌ خلقه عصر التنمية على لسان ’ترومان‘ عام 1949 الذي أمر بإلقاء القنبلتين على هيروشما ونكازاكي دون أن يرجف له جفن. استعادتنا لتأكيد إنسانيتنا والإلقاء بثقلنا في العالم كبشر وثقافات وحضارات خارج إملاءات عالم الاستهلاك والسيطرة والفوز… وهذا بالضبط ما فعله أهالي غزة.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 186: خواطر مستلهمة من غزة الجزء الخامس: يا ليت الصهيونية استلهمت حركتها من الأندلس لا من الأيديولوجية الأوروبية… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(5 حزيران / يونيو 2021)

عام 2016 اتصلَتْ معي مجلة يهودية بأمريكا (Sh’ma) لكتابة مقال حول الاحتلال. حكيتُ قصة ‘ألفونصو العاشر’ الذي دخل مدينة طليطلة (باسبانيا) عام 1252 ليطرد المسلمين واليهود منها. رأى ما لم يتوقعه: مجتمع حيّ تكتنفه عافية وحيوية وعلاقات طيبة وتناغم بين المسيحيين والمسلمين واليهود مما دعاه يغيّر رأيه فلم يطرد أحدا وأَطْلَق على نفسه ملك الأديان الثلاثة. عُرِفَ ب’ألفونصو الحكيم‘، وفعلا حكم 30 سنة ونشر كتبا عن الحكم بحكمة. كتبتُ في ذلك المقال: يا ليت الحركة الصهيونية (التي نشأت نتيجة اضطهاد اليهود بأوروبا) اتبعت طريق ألفونصو بدلا من بريطانيا وفرنسا اللتين لم تعرفا سوى استعمار وبطش ونهب وقتل شعوب. قبل 1948 كانت المجتمعات من إيران والعراق شرقا حتى المغرب غربا أماكن آمنة تعج بأديان ومذاهب وثقافات متعددة بما في ذلك اليهود (هذا لا يعني لم يكن هناك عنصرية ضد فئات). الفلسطينيون لم يذهبوا إلى لبنان طوعا بل طردا وعنوة؛ تفرَّقْنا بأنحاء المعمورة، وما زال التشتت صفة رئيسية تلاحقنا. زوجتي وابنيّ الاثنين لا يستطيعوا العيش معي بفلسطين (متزوج منذ 53 سنة). أُعيدَتْ مسرحية الاحتلال والطرد والقتل منذ 1948 بدولٍ عربية أخرى. كانت هناك 70 كنيسة في بغداد وقت غزو ‘بوش’ عام 2003. الآن توجد كنائس لكن أهلها شُرِّدوا حول العالم؛ بينهم آراميون قطنوا العراق منذ بداية التاريخ. نتيجة الغزو الأمريكي-الصهيوني رحلوا عن العراق؛ أغلبهم بالسويد. غزة دُمِّرَت مرات عديدة خلال العشرين سنة الفائتة، وكذلك مواطن البدو بصحراء النقب… حتى متى؟!

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 185: خواطر مستلهمة من غزة الجزء الرابع: فرق بين تعلّم يحدث لشخص عنصري، وتعلُّم يحدث لشخص جذوره بأتربة حيّة… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(4 حزيران / يونيو 2021)

ما حدث في غزة عمّق لديّ الفرق بين التعلم لدى شخص متكبر حيث يرتبط تعلُّمُه عادة بتطوير أدوات تعمّق عنجهيته وتزيد من سطوته وقدرته على القمع والتدمير، وتعلم يحدث لدى مظلوم حيث ينتج من أتربة حية. ما تعلمه نتنياهو عبر الثلاثين سنة الماضية تمحور حول كيف يزيد من سيطرته وقمعه وكذبه؛ بينما ما تعلَّمه أهالي غزة بنفس الفترة هو الانتباه الشديد للواقع وقراءته بعناية، وإدراكهم لموقعهم ودورهم فيه ومواطن القوة والمناعة لديهم، والالتزام بقناعات ومبادئ يعيشون وفقها كالصبر والكرامة والإيمان والأمل والإصرار والبناء على ما هو متوفر – الفرق بين تعلم بدون تدريس وتعلم يحتاج إلى تدريس.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 184: خواطر مستلهمة من غزة الجزء الثالث: المسيح الطفل وأطفال غزة… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(2 حزيران / يونيو 2021)

في العام صفر ميلادي وُلِدَ المسيح الفلسطيني ببيت لحم. عندما سمع الملك هيرودس (ممثل امبراطورية روما) الخبر، والإشارة للطفل بمَلِك، أمر بقتل الأطفال بمنطقة بيت لحم. لكن ملاك الرب سبقه إلى حيث كانت مريم ويوسف وأخبرهما بأخذ الطفل والهرب إلى مصر. فَعَلا بما أمرهما به الملاك وأخذا يسوع الطفل إلى مصر حيث مكثا 3 سنوات. ولد المسيح من أم يهودية لكن وصلت روح رسالته العالم أجمع.

في العام 2021 سمع الملك نتنياهو (ممثّل أباطرة واشنطن ولندن وباريس) بأن أطفال غزة الودعاء والمستضعفين سيرثون الأرض. فأمر بقتل عدد منهم عبر طائرات متطورة جدا (ظهرت صور بعض أطفال غزة على الصفحة الأولى بعدة صحف حول العالم) – أطفال ولدوا من أمهات عربية لكن وصلت أصوات أرواحهم العالم أجمع. 

ما أشبه اليوم بالأمس. سيرث الأطفال الودعاء والمستضعفين – حول العالم – الأرض. غزة اليوم، كما ذكرتُ بخاطرة سابقة، ضمير الإنسانية الذي طُمِسَ بقوة وشراسة لم يسبقهما مثيل بالتاريخ منذ غزو أوروبا للعالم، بدءا بثلاث قارات حيث قضوا على من فيها من بشر وحضارات قضاءً شبه كامل، وأنشأوا امبراطوريات من عسكر ومال وعلوم هدفها (وفق القبيلة الأوروبية) قهر وإخضاع الطبيعة وخلخلة أسسها. تُمَثِّل بلاد الشام قبل غزو الانكليز والفرنسيين لها عام 1917، والأندلس عندما كانت الأديان الثلاثة تتجاور بمحبة ووفاق، أمثلة حية لمعنى مجتمعات متعددة. ربما يكون أطفال غزة الضمير الذي يوقظ العالم إلى أنه لا أمل للبشرية إلا باستعادة الحكمة التي تمثل التعددية أهم صفاتها. 

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 183: خواطر مستلهمة من غزة الجزء الثاني: الفرق بين قلب من طين وقلب من حديد … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(1 حزيران / يونيو 2021)

قول لشمس التبريزي: ’عندما أخبرتُه أن قلبي من طين سخر مني لأن قلبه من حديد؛ قريبا ستمطر، سيزهر قلبي ويصدأ قلبه‘. غزة مزروعة في طينة من تربة جغرافية تاريخية ثقافية مجتمعية حضارية وجدانية؛ نتنياهو نتاج أيديولوجية أوروبية-أمريكية. أزهرَت قلوب أهالي غزة وصدأ قلب نتنياهو. التربة، كالقلب، تنبض بالحياة ودائمة الحيوية. الأيديولوجية، كالعقل الفاقد لحكمة، تصدأ بعد أول نقطة ماء حية. المكوِّن الأساسي بالحياة والتعلُّم أتربة حيّة ترتبط بجذور وتولّد ذاتها باستمرار، لذا مسؤوليتنا كبيرة في حمايتها من التعفّن والخراب. المؤسسات التي تقوم بأعمال مفيدة دون أن تطمس الأتربة أو تسلبها القدرة على توليد ذاتها، لا بأس بها. لكن إذا سلبت الإنسان والمجتمع ما يمكن أن يفعلوه بأنفسهم، عندها ضروري الحذر. أكبر عائق لمقاومة هذا السلب هو الكسل، فمعظم الناس يُسَلِّمون نواحي هامة جوهرية بالحياة لمؤسسات ومهنيين (مثل ما يدخل العقل والمعدة والقلب والعلاقات، لديهم ولدى أولادهم). هذه النواحي، بالمقام الأول، مسؤولية المجاورة التي تمثّلها العائلة. تدخُّل مؤسسات بأمور مثل التعلم والإيمان والكرامة والحكمة والمسؤولية والعافية بما فيها عافية الثقافة والمجتمع يؤدي إلى سلب روح وجوهر حياة البشر. هناك فرقٌ شاسع مثلا بين منتوجات ثقافية تصدر من مؤسسات، ومنتوجات ثقافية تنبع من أتربة حيّة رغم تشابههما بالمظهر؛ لكن شتان ما بين الاثنتين. كذلك، أهم شيء بأي مجاورة ليس المخرجات بل الحيوية والطاقة والتغذية المتبادلة بين المتجاورين.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 182: خواطر مستلهمة من غزة الجزء الأول: غزة ضمير البشرية … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(31 أيار / مايو 2021)

في غضون عشرة أيام، أصبحت غزة ضمير البشرية حيث هوى أباطرة سياسة ومال، تماما كما حدث معي قبل 45 سنة حيث كانت، وما زالت، والدتي التي لم تعرف الأبجدية ضمير فكري ومعرفتي حيث هوى أباطرة فكر (خاصة أباطرة رياضيات القبيلة الأورو-أمريكية) كتبتُ عنهم 5 خواطر 56-60. أود أن أذكر في هذا المضمار قولين من عمقنا الحضاري تذكّرنا بهما غزة. قولٌ للمسيح الفلسطيني: ’طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض‘؛ والآية الكريمة: ’ونريد أن نمنّ على الذين استُضْعِفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين.‘ أهالي غزة وأمثالهم من الودعاء والمستضعفين حول العالم هم الذين سيرثون الأرض.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 181: أي شيء تستطيع شراؤه بمصاري، رخيص… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(28 أيار / مايو 2021)

سمعتُ عن عجوز فلسطينية أنها قالت: ’أي شيء تستطيع شراؤه بمصاري، رخيص‘. لا شك أنها تعني أننا لا نستطيع شراء أمور مثل محبة وصبر وإيمان وروح الضيافة وحكمة وعافية

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 180: خاطرة سريعة… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(21 أيار / مايو 2021)

الجدْل الفكري يختلف عن الجَدَل الفكري وعن النقد الفكري والتحليلي…

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 179: حول ما يحدث في فلسطين… مرة أخرى: الأهالي هم الأمل والحل … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(16 أيار / مايو 2021)

قبل 9 أشهر (13 آب/ أغسطس 2020) كتبتُ ما أود إعادته هنا لعلاقته بما يحدث الآن في شتى أنحاء فلسطين:مدير مؤسسة ‘المينونايت’ الكنديّة بالقدس (بعزِّ الانتفاضة الأولى 1989) استمع لي بأحد اللقاءات وسألني عن مصدر الأمل الذي شعر فيه بكلامي. قلت (بالانكليزية إذ لا يعرف العربية):My hope stems from the fact that people are incredible and unpredictable…بالعربية ’مصدر الأمل لديّ يكمن في أن الناس لا يمكن أن نتنبأ أو نصدّق مسبقًا ما يمكن أن يفعلوه عفويا وتلقائيا وبدافع ذاتي‘. صَمَتَ ثم قال: ’لن أنسى ما قلتَه ما حييت‘. كتبتُ لاحقًا مقالا بعنوان ’الأهالي هم الأمل والحل‘. كنت من بين أول اللاجئين في المنطقة (كان عمري 7 سنوات عام 1948 حين هُجِّرنا مع مئات الألوف من بيوتنا). ما نشهده بفلسطين من الصعب على معظم الناس أن يتنبأوا به أو يصدّقوا أنه ممكن. صعبٌ جدّا أن نصدّق أن أضعف حلقة بالعالم العربي (غزة) تمثّل مصدر الأمل والحلّ. ما يحدث يذكّرنا بالقوة الهائلة الموجودة فينا بالخليقة كبشر. جديرٌ بالذكر أنه لا يوجد رديف ل’أهالي‘ بالانكليزية، وأن ’مواطنين‘ احتلت محلها – وشتان بين الكلمتين!أول مرة رأيتُ فيها علامات الهَرَم لدى إسرائيل كانت بالانتفاضة الأولى (حين كان عمر إسرائيل 50 سنة). ما أنقذها عندئذ اتفاقات أوسلو. يتمثّل السبب لهذا الهرم (كما أرى الأمور) في أن الحركة الصهيونية بَنَتْ قوّتها على أيديولوجية ميتافيزيقية خارجية استمدتها من القبيلة الأورو-أمريكية، وليس من تربة محلية حقيقية. عشتُ عبر ثمانية عقود فترات أظهرت لي أن الأهالي هم الأمل والحل كان أهمّها عقد السبعينيات من القرن الماضي وثم الانتفاضة الأولى. ما يحدث حاليا يمثل الفترة الثالثة الصارخة التي تُنبئ بأمل أكبر مما عشته في أي فترة سابقة. أكثر فترة شعرتُ فيها أن الناس فقدوا الأمل كانت بعد 1993 حين أصبح البنك الدولي الحاكم الفعلي للشعب الفلسطيني بالضفة الغربية. إذ لم يستطع سوى البنك إيقاف روح الانتفاضة الأولى التي قال عنها تشومسكي (بلقاءٍ بفندق الأمبسادور بالقدس عام 1988) بأنه لا مثيل لها بالتاريخ. ما يزيد الأسى أن التعليم المدرسي والأكاديمي يغطان في سبات عميق وغيبوبة عميقة (ليس فقط بفلسطين بل حول العالم) حيث لم يستطيعا الخروج (حتى في عصر كورونا) من حَجْرِ عقول الطلبة بأقفاص كتبٍ مقررة. آمل أن تسهم الأحداث في فلسطين بتحريرنا ليس فقط من الاحتلال العسكري والسياسي والاقتصادي بل أيضا من احتلال عقولنا؛ احتلالٌ بدأ ببلاد الشام قبل 150 سنة حيث نلهث لنكون نسخا وببغاوات للقبيلة الأورو-أمريكية.أرى بوادر عهدٍ جديد-قديم يتبلور في أنحاء العالم قوامُه الأهالي، والذي يتمثّل بكوبا والزباتيين بجنوب المكسيك واليمن وغزة.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة