رقم 33: بستان… وبستان … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(2 أيلول/ سبتمبر 2020)

صعبٌ عليّ أن أتحدث عن التعلم دون ذكر أول حدث بحياتي وضّح لي الفرق بين نوعين من التعلم: تعلُّم يحدث في جو حقيقي حيث ينطلق الشخص فيه من تفاعل وتأمّل وانتباه لما يمر به، واجتهادٍ في تكوين معانٍ نابعة من ذلك ومتوافقة معه؛ أما النوع الثاني فيرتبط بأقفاص وأوهام وينطلق من كلمات وتصنيفات يرى الحياة من خلالها بدلا من العكس. الحدث الذي أشير له كان انتزاعي في الرابعة أو الخامسة من العمر من بستان حقيقي حول بيتنا بالقدس (قبل التهجير عام 1948) حيث توجد أشجار ونباتات ودجاج وقطط وتربة وحجارة، كنت ألعب بحرية دون تقييم وتعليمات وأحكام، ووَضْعي ب‘صف بستان’ مدرسي يحمل اسم بستان لكنه فاقدٌ لروحه. نَقْلي من بستان حقيقي إلى بستان مُصَنَّع يلخّص خبرتي مع المؤسسات التعليمة طوال حياتي حتى الدكتوراه حيث في كل مرحلة انتقلت مما هو محسوس إلى ما هو ميتافيزيقي لا علاقة له بالحياة المعاشة. فرق بين ‘البستانين’ أنني في البستان الأول كنت خارج القفص (قفص الدجاج في البستان) بينما في الثاني كنت أنا في القفص محشورا عدة ساعات في اليوم بين 4 جدران على مدى 12 سنة – هي بمثابة حجر عقلي جسدي قلبي روحي وجداني! يوجد إدراكان رئيسيان للتعلم: إما شيء جاهز يعطيه شخص لآخر (وهو الإدراك السائد) أو شيء يفعله الشخص لنفسه (صقل وتحوّل مستمرين لنواحٍ كالمعنى والإدراك والتعامل).

#منير_فاشه  #مجاورة #خواطر  #الطبيعة_الشافية  #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل  #تعلم  #التعلم_قدرة_عضوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *