(8 آب/ أغسطس 2020)
لغتان لا واحدة الجزء الثالث
لفهم احتلال اللغة الأم محل لغة الأم (قبل 4 قرون) [سأحكي بخاطرة قادمة تارخ نشوئه] يمكننا النظر لما حدث للمأكولات منذ 100 عام حين بدأ احتلال مأكولات مصنعة تحتاج لشركات ومهنيين وخبراء محل مأكولات لا تحتاج لأيٍّ من هذه الأمور، وتولّد ذاتها وتستمد قيمتها الغذائية من تربة حية سليمة. أسهل أن نفهم ما حدث على صعيد الأكل، غذاء الجسم، مما حدث على صعيد اللغة، غذاء العقل. يعي أغلب الناس حاليا التخريب على صعيد مأكولات مزيفة مليئة بما هو ضار تحتل محل مأكولات تنمو ضمن تربة سليمة مليئة بما هو مغذي للجسم. لكن تخريب العقول (الذي هو أقدم بكثير) قلائل هم الذين يعونه ويحسون به. احتلال لغة مصنّعة محل لغات حية تنمو ضمن تربة مجتمعية ثقافية غنية متنوعة يمثّل الفيروس الأعمق والأكثر تخريبا للحياة. بعبارة أخرى، وعي التخريب نتيجة مأكولات مصنعة لا يوازيه وعيُ التخريب نتيجة لغات مصنعة. دور قلب الأم في تغذية التربة المجتمعية-العاطفية-الثقافية لنمو الطفل دورٌ هائل. دور دودة الأرض (ذات الخمسة قلوب) في تغذية التربة الأرضية دورٌ هائل. حماية التربتين مسؤولية لعلها الأهم. المدنية المهيمنة تسعى بكل قوتها لتخريب التربتين.
#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة