(20 آب/ أغسطس 2020)
جاء ‘دانيال بْلِسْ’ منطقتنا قبل أكثر من 150 سنة. رغم جهله التام بالمنطقة (لم يعرف أي شيء عنها وعن أهاليها وحضاراتها ولم يسمع ببيت الحكمة ببغداد قبل 1200 سنة) جاء بحلٍّ جاهز فَرَضَه على المنطقة معتقدا أنه يعرف ما نحتاجه! أنشأ أول مستوطنة معرفية ببلاد الشام ‘الجامعة الأمريكية في بيروت’ عام 1866. أقول مستوطنة لأنه طرد معارف متأصّلة عندنا، كالحكمة، واستوطنت مكانها معارف قوامها مهارات آلية ومعارف تقنية وتكنولوجيا. هذه ليست بالضرورة سيئة لكن طردها للحكمة والجلوس مكانها حيث أصبحت الحاكم بأمره وأصبحنا ببغاوات ونسخا، وحيث أصبح النجاح يقيس مقدار ببغاويتنا هو خسارة كبيرة. لا أمل لاستمرار الحياة على الأرض دون استعادة الحكمة بحياتنا؛ نحن مؤهلون أكثر من غيرنا بهذا المضمار. العودة للأصول تعني استعادة الحكمة في شتى نواحي حياتنا. تصرُّف ‘بلس’ يجسد احتقارا واستخفافا وعنجهية وعنصرية، يجب أن لا نلوم ‘بلس’ عليها بل نلوم أنفسنا الذين ما زلنا نعتبر قدومه خيرا ونعمة، ونهمل ما لدينا. إذا استعملنا المعارف التقنية كأداة لا كسيّد، لا ضيم! آمل أن تتمثل العودة للأصول باستعادة الحكمة في الحياة – موضوع الخاطرة القادمة.
#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية