(30 آب/ أغسطس 2020)
عام 2010 عملتُ عبر ‘المركز النسوي’ بمخيم شعفاط مع معلمات وأمهات. كما عملتُ مع طالبات الصف السابع حيث بدأنا بفلاحة أرض في حديقة المدرسة من أجل زراعتها. ثم عملت مع 8 طالبات منهن رغبن في عمل شيء بالنسبة لوزنهن الذي لم تكنّ راضيات عنه. قلت: “لنلتقي أيام السبت من كل أسبوع، ولِتَقُم كل طالبة بتسجيل كل ما تأكله خلال الأسبوع الفائت وتشارك الأخريات بما أكلته وما تقرر ما ستغيره في الأسبوع الذي يليه. (إذا استهلكت 10 علب مشروبات غازية في الأسبوع مثلا، فربما تقرر أن تشرب فقط 6 في الأسبوع اللاحق، أو إذا أكلت 15 رغيف خبز، ربما تقرر تخفيض ذلك إلى 9 في الأسبوع التالي”… مثال رائع لمعنى مجاورة: الطالبات الثمانية بإرادة ذاتية رغبن في اللقاء؛ لم يكن ضمن المجاورة صواب وخطأ بشكل مطلق، ولا أجوبة جاهزة، كما لم تكن هناك تراتبية من أي نوع داخلها؛ كل طالبة حكمت ذاتها وقررت بذاتها ما تأكله وما ترغب في تغييره؛ لم يكن هناك تقييم، كل طالبة هي صاحبة الشأن في تنظيم حياتها أي مرجعية نفسها؛ لم تكن هناك حاجة لأن يكذبن؛ كان وجودهنّ معا حافزا لمتابعة العمل على تخفيض أوزانهن كما كانت تحدث أمور أضحكتهن، أي كنّ تستمتعن بالعمل الجمعي؛ لم تكن هناك سيطرة من أي نوع داخل المجاورة أو من خارجها؛ كنّ الوسيط والمرجع والمعيار… تنظيف أجسامنا وعقولنا ونفوسنا مما يمكن أن يؤذيها كالمأكولات المصنعة والكلمات المصنعة ومن مقاييس تضع البشر بعضُهم فوق بعض بحيث يدرك الشخص نفسه إما أنه أعلى أو أدنى من غيره (فيروس مخرب على الصعيد النفسي والاجتماعي). هذه هي العافية. في تموز 2017 ذهبت إلى المدرسة بالمخيم. شاهدت ما يسعد القلب والروح: حديقة مليئة بنباتات صالحة للأكل تقوم بها طالبات بالصفوف الابتدائية مع معلمتهم، كما شاهدتُ معلّقا عليه عبارة الإمام علي: ‘قيمة كل امرئ ما يحسنه’. عبارة يمكن أي طالبة أن تذكِّر بها أي شخص بالمدرسة يحاول أن ينعتها بفاشلة أو متخلفة أو راسبة…
#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية