(9 أيلول/ سبتمبر 2020)
إلى جانب كلمة ‘أدب’ التي تكلمت عنها في الخاطرة السابقة، تكوَّن لديّ عبر إصغائي لهن معنًى للإنسانية، جسّدْنها خارج مفاهيم فضفاضة كما في الأكاديميا، وخارج إملاءات السوق ونمط الاستهلاك الذي يتعامل مع البشر والمعرفة والثقافة كسلع. جسّدن إنسانية فيها كرامة وأمل وإيمان وضيافة وصبر. ركّزن على انتباه كلٍّ منهنّ لعالمها الداخلي وعلاقته بالعالم حولهنّ. فَعَلْنَ ما يفعله الفلاح بحبوب القمح: ذَرَرْنَ حكاياتهن كما يذرّ الزارعُ القمحَ: ينقّيه في الريح؛ يأَخْذُ الحبوب بأطراف أصابعه وينثرها بالأَرْضِ لِتَنْبُتَ. هذا ما فعلته النساء في لقاءات المجاورة حيث ذَرَرْن حكاياتهن النابعة من أعماق قلوبهن عبر أطراف ألسنتهن وبذرنها بالحياة لتنبت، وأنبتت خيرا كثيرا، عليهم وعلينا.
#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية