(11 أيلول/ سبتمبر 2020)
كان الحديث في أحد اللقاءات عن العافية والمناعة، وكان موسم الخبيزة. ذكرتُ أن الخبيزة تتوافق مع العافية والعيش بوفرة. إحدى النساء حكَتْ حكايتها مع الخبيزة بأنها كانت تطبخها بكل الطرق الممكنة، لكن زوجها لا يحب الخبيزة ولا يقترب منها. لاحظت أن زوجها يُقْبِل على بلع كبسولات يوصي بها الطبيب. صارت تنشف الخبيزة وتطحنها واشترت كبسولات فاضية وتعبأها ببودرة الخبيزة وتقدمها لزوجها. هي كانت سعيدة وزوجها كان سعيدا.
أم أخرى كان لديها صعوبة بالتعامل مع ابنها المراهق. حاولت كل الطرق، لم تفلح؛ لم يكن لديه استعداد لسماع أي نصائح وإرشاد – كان يشعر بإحباط ويأس. فكّرَتْ بأن تمشي معه إلى المدرسة كل صباح، فالمدرسة ليست بعيدة. على الطريق يتم تحادث ليس فيه وعظ وتوبيخ وإرشاد بل حول أي شيء يخطر ببالهم. بعد حوالي أسبوعين كانت العلاقة بينهما مليئة بعافية.
خلال خبرتي عبر عقود، أشعر بقوة أن الكثير مما نمرّ به يمكن أن يحله الأهالي بأنفسهم. هيمنة مؤسسات ومهنيين في العصر الحاضر سلبنا من هذه القدرة والحقيقة. المؤسسات كما وصفها مكسيكي يجب أن تكون مثل شجرة: نذهب لنستظل تحتها عندما نحتاج، لا أن تلحقنا وتلاحقنا وتوحي لنا وتحاول إقناعنا أننا معاقين لا نستطيع تدبير شؤوننا بأنفسنا.
#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية