(12 أيلول/ سبتمبر 2020)
المجاورة هي الحاضنة الطبيعية للتعلم، واللبنة الأساسية ببُنْيَة المجتمع؛ هي رَحِم المجتمع تحميه وتغذّيه وتتغذى منه – تماما مثل رحم الأم الذي يحمي ويغذي الجنين حتى يقوى ويكون قادرا على العيش. فقداننا للمجاورات وضَعَنا في مهب الريح حيث نلجأ لمهنيين ينظرون إلى الحياة عبر مصطلحات وتصنيفات مؤسسية وأكاديمية لا تستمد معانيها من الحياة بل من خبراء همُّهم الرئيسي إقناع الناس أنهم بحاجة إلى مؤسسات في شتى نواحي الحياة، وأن الماضي متخلف وولّى زمانه. كذلك، المجاورة مثل خميرة لا تسعى لتغيير المجتمع بل تنتقل حيويتها إلى من وما حولها طبيعيا دون الحاجة لأحد ودون تخطيط وتنفيذ هرمي، تماما كدودة الأرض التي تُغذّي الجذور في الخفاء دون تخطيطٍ وتبجُّح وغرور وادعاءات. الدعوة لاستعادة المجاورة كمكون أساسي للمجتمع هي دعوة للعودة للعيش بحكمة وعافية ووفق ما هو متوفر. لا يوجد تدريس في المجاورة ولا مواد جاهزة؛ التركيز على التعلّم كقدرة عضوية موجودة فينا بالخليقة.
#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية