(17 أيلول/ سبتمبر 2020)
نتقيأ كلمات كالببغاء، مثل ‘ما هي المخرجات؟’ كنت أرد على من يسألني هذا السؤال بالنسبة لمجاورة النساء بمركز النزهة: عَمَلُنا شمل مُخرَجات ومُدخَلات. المُخْرَجات كانت عبارة عن إخراج سموم تراكمت بأجسادنا عبر مأكولات مصنّعة مزوّرة، وبعقولنا عبر مصطلحات مهنية مؤسسية وتصنيفات أكاديمية لا تستمد معانيها من الحياة، وبإدراكنا عبر مقاييس عمودية ممزقة للإنسان والمجتمع. شملت المُدْخَلات استعادة المجاورة كاللبنة الأساسية ببنية المجتمع، والعافية كقيمة/ بوصلة نستهدي بها في أفكارنا وأقوالنا وأفعالنا وعلاقاتنا. شكّل التحادث وروح الضيافة بلقاءات النزهة أساس الكرامة والاحترام والمسؤولية وجَدْلِ أنسجة على أصعدة شتى. لعل أكثر ما يجسد هذه الروح بالوقت الحاضر، خاصة بالنسبة لطفل أو يافع، هو الإصغاء له دون تقطيع وحكم؛ يساعد ذلك الطفل/ اليافع بترتيب عالمه الداخلي الذي يختلف كليا عن ترتيبه من الخارج. الإصغاء يتطلب صبرا وإيمان. الضيافة روح المجاورة. كانت قصص النساء في مركز النزهة من حيث الكلمات والصور الذهنية والعلاقات والأفكار مفعمة بروح الضيافة. نلاحظ حاليا ضمن جائحة كورونا أن الوضع بالأردن وبلدانٍ مجاورة، رغم محدودية الإمكانات، أفضل من دول غنية إذ ما تزال بمجتمعاتنا روح الضيافة قائمة. المشكلات والأزمات حول العالم تزداد وتتعمق بسرعة هائلة. لا يمكن لمؤسسات هدفها المساعدة والخدمة أن تغطي ما يلزم من حاجات فهي أكبر بكثير من طاقتها؛ أي لا تتضمن الاستدامة، روح الضيافة تتضمن الاستدامة. نحتاج أحيانا لخدمات ومساعدات عبر مؤسسات، لكن إذا كانت بديلا للضيافة، ستصمد المساعدات لفترة. طريق المؤسسات محدود. لا غنى عن الضيافة والمسؤولية في معالجة الأزمات الهائلة التي نعيشها.
#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة