(18 أيلول/ سبتمبر 2020)
كتبت في نهاية الخاطرة السابقة: ‘لا غنى عن الضيافة والمسؤولية في معالجة الأزمات الهائلة التي نعيشها’. خلال خبرتي عبر عقود، أشعر بقوة أن معظم ما نمرّ به من أزمات يمكن أن نعالجه بأنفسنا كأهالي. المؤسسات والمهنيون سلبونا هذه القدرة. أحلى وصف سمعته للمؤسسات كان على لسان مكسيكي أنهم كالشجر، نذهب لنستظل بهم وقت الحاجة لا أن يلحقونا ويحاولوا إقناعنا أننا معاقين لا نستطيع تدبير أمورنا بأنفسنا. الانتفاضة الأولى (87-1991) كانت من أكثر الفترات التي عشتُها بحياتي تجلّت فيها روح الضيافة. كان هناك دوما مكانا يدخله من يحتاج له بأمان. من أكثر القصص التي شاعت في تلك الفترة كانت حول شاب هاربا من جنود تلاحقه ودخل بيتا في قرية قرب جنين كانت فيه امرأة تغسل ملابس في ‘لَجَنْ’ غسيل كبير أمامها. سألها الشاب أين يمكن أن يختبئ، فكّرَتْ ثم قالت ‘تعال اختبئ تحت سروالي’. دخل الجنود وسألوها عن الشاب أشارت إلى أنه مرّ وربما خرج من الباب الخلفي. مرة أخرى، ما عَنَتْهُ الضيافة عبر العصور: يوجد مكان آمن لك. أعود لأذكّر أن أكبر هدية لطفل أو يافع في الظروف التي نعيشها عالميا هي شخص كبير يصغي له دون تقطيع ودون أحكام. الضيافة روح الرحب والسعة.
#منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة