(27 أيلول/ سبتمبر 2020)
نتيجة وعيي لرياضيات أمي، بدأ عمالقة رياضيات ومنطق وتربية يأخذوا حجمهم الحقيقي بذهني. كانت أمي ركيزة رئيسية بحياتي حمتني من أوهام وخرافات حديثة. كانت أكبر داعم لي في مواجهتي لأباطرة فكر تعاملتُ معهم وكيف حجَّمَتْهُم في إدراكي لهم. أول قصة أود أن أذكرها كانت مع اللجنة المشرفة على رسالة الدكتوراه حيث تساءلوا حول أمرين: وَضْعُ أمي كمرجع معرفي، والأمر الثاني عدم وضوح المنهجية. كان ذلك عام 1984. بالنسبة للأمر الأول سأل أحدهم عما فعلَتْه له علاقة بالمعرفة. قلت: لا يمكن وضع معرفتها ضمن مفاهيم ونظريات مؤسسية كما لا يمكن التعبير عنها عبر لغة ورموز أكاديمية. أما بالنسبة للأمر الثاني المرتبط بالمنهجية (والذي ذكرته بخاطرة سابقة) فقلت: بل لا توجد منهجية؛ هي كلمة اخترعتوها على مقاسكم خدمت أغراضكم،لا أحتاج لها ولم أستعملها بحياتي. عندما نُشِر أول مقال عنها (Harvard Educational Review عام 1990)، 11 منظمة صهيونية ألغوا اشتراكهم. الأمر ليس سهلا عندما نسير ضد التيار، خاصة عندما نصطدم بالأصولية الأكاديمية إذ يتطلب الوضع عندها إلى جرأة ووضوح عاليين، أمّنًتْهُما لي أمي. أول خطوة جريئة بعد وعيي لها كان تصميمي مساقا لطلبة سنة أولى بكلية العلوم بجامعة بيرزيت (1979): ‘الرياضيات في الاتجاه الآخر’ بنَيْتُه على خبرتي في السبعينيات. كانت ‘بيرزيت’ لا تزال منفتحة ترحّب بما لا يصدر عن القبيلة الأورو-أمريكية. نتيجة وعيي لعالم أمي بدأت ادعاءات مبهرة تتهاوى وتتضح أنها أوهام وملهيات، وأنها عبارات ميتافيزيقية لا علاقة لها بالحياة المعاشة. بدأ عمالقة في الفكر يأخذوا حجمهم الحقيقي بذهني، وبدأت تظهر مكان كل ذلك ‘الطبيعة الشافية’ التي تمثلت بحياة أمي. إيماني الراسخ – فكريا وعمليا – كان وما زال منذ 1967 خاصة منذ 1971 هو أن خلاص البشر يكمن بأفكار يمكن أن يسهم فيها كل شخص دون ورش عمل وتدريب.
#Munir_fasheh # منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة