(14 تشرين أول / أكتوبر 2020)
كلام كثير عن الهُوِيَّة حيث نتعامل معها كأنها رديف identity وهذا غير صحيح. هُويّة تبدأ ب‘هو’ بينما identity تبدأ ب ‘I’ أي ب‘أنا’ – عالمان مختلفان جذريا؛ اختلافٌ يعكس ناحية هامة جدا: الكلمة الانكليزية تتمحور حولي أنا ك individual لا علاقة لي بمن وما حولي، بينما الكلمة العربية تتضمن أن هُويتي لا تكتمل إلا بوجود هو وهي بحياتي. هناك ثلاثة أسئلة يمكن أن يسألها كل شخص لنفسه، تساعده للتوصّل لهُويّته بالجذور: ماذا أُحْسِن (بمعاني يحسن العديدة بالعربية: الإتقان والجمال والنفع والعطاء والاحترام)’؟ وماذا أبحث عنه في حياتي؟ وما يمثّل الثابت بحياتي؟ أسئلة نابعة من أفقنا الحضاري: الأول من قولٍ للإمام علي ‘قيمة كل امرئ ما يحسنه’؛ والثاني والثالث من أقوال للرومي: ‘أنت ما تبحث عنه’ وتأكيده بأن حياة الإنسان حتى تكتمل هي كفرجار: رِجْلٌ ثابتة ورِجْلٌ متحركةٌ. هذه الأسئلة ترتبط بجذور معرفة الذات، التي تكوّن هُويّة الشخص بالعمق. يقول النفّري: ‘إعرف من أنت فمعرفتُك من أنت، هي قاعدتُك التي لا تنهدم وسكينتُك التي لا تزلّ’. صياغة شخص لسيرته دون استعمال كلمات مؤسسية ومصطلحات مهنية وتصنيفات أكاديمية تُسْهِم في معرفة ذاته. خطوة أولى للشفاء تكمن بانتزاع أنفسنا من هكذا مصطلحات وتصنيفات كمرجع، واستعادة كلمات تستمد معانيها من الحياة والتأمل والاجتهاد والحضارة والطبيعة.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة