عندما يصل الوضع بمكانٍ كلبنان إلى نقطة ننسى فيها كل الجرائم التي تمَّت (وما زالت) على يد القبيلة الأورو-أمريكية كتكوين طبقة تسرق شعوبها وتخدم رأسمالية دولية، وتُخرّب الأتربة التي يتغذى منها البشر والتي اتخذت منذ خمسينيات القرن الماضي شكلا جديدا يتمثّل بسرقة أموال شعوب عبر تلاعبٍ بعملات عبر بنوك عالمية و’وطنية‘ وعملاء محليين (تحميهم سويسرا وبريطانيا وأمريكا) – أقول، عندما يصل الوضع إلى حدٍّ نهمل فيه هذه العوامل في تخريب لبنان ويصبح سعر الدولار المعيار الوحيد لحكمنا وإدراكنا للأمور ومَن الظالم ومَن المظلوم، علينا أن نقلق كثيرا كبشر! أعود لأذكّر أن المسيح الفلسطيني، رسول المحبة والسلام، لم يذهب لهيئات ومنظمات دولية وخبراء كما هو مطلوب من اللبنانيين حاليا بل صَنَع سوطا من حبال (يو2: 13- 17) وطرد السارقين والمتلاعبين بحياة الناس وقَلَبَ الطاولات على رؤوسهم وطردهم من بيت الله. لو أنه بفلسطين الآن لفعَل نفس الشيء: قَلَبَ الطاولات على رأس البنك الدولي وصنع سوطا وطرَدَه من فلسطين ولبنان. بلغة الجاحظ، كان بيانُ المسيح الذي بيّن ما بداخله، سوطًا صنعه بنفسه. لذا، غريبٌ جدا أن صورة المسيح بالرسومات الغربية توحي بخنوعٍ وضعف!