خاطرة… ما هو دور جامعات النخبة الأمريكية في التخريب الذي نشهده حول العالم وعلى أصعدة شتى؟

إذا نظرنا إلى أصحاب القرار في أمريكا على مدى عقود، وبشتى المجالات، وقاموا بجرائم مرعبة، نجد أن معظمهم خرِّيجوا جامعات النخبة! أكثرهم إجراما ’رمزفلد‘ الذي هندس الحربين على أفغانستان والعراق، خريج جامعتي برنستن وجورجتاون؛ ’بوش‘ الإبن خريج جامعتَي ’ييل‘ وهارفارد؛ ’أوباما‘ خريج جامعتَي كولومبيا وهارفارد؛ كلنتون خريج ’ييل‘ وجورجتاون؛ وهلم جرا… ألا يحق لنا أن نتساءل: ما هو دور جامعات النخبة في الخراب الذي نشهده حول العالم؟ جدير بالذكر في هذا المقام أن التلميذ الوحيد المؤهل بين تلاميذ المسيح هو ’يهوذا الاسخريوطي‘ الذي خانه وباعه بثلاثين من الفضة. وهذا صحيح بيومنا هذا حيث معظم الذين يبيعون أوطانهم وشعوبهم دون أن يرجف لهم جفن هم مؤهلون يحملون شهادات من جامعات مرموقة.

خاطرة … من أخبث الإعلانات الدولية الإعلان الذي يشار له ب’أهداف التنمية المستدامة‘ SDGs

من الصعب التفكر بشيء أكثر احتقارا لذكاء الإنسان قدر هذا الإعلان. إلى جانب الاحتقار، يشتمل على ضحالة وانحطاط فكري وأخلاقي غير مسبوق. يظهر هذا بجلاء بلغة الإعلان. من الصعب أن نصدّق أن جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة اعتمدته عام 2015، إذ هل يعقل ألا يكون على الأقل شخص من دولة واحدة صاحيا وينبّه الآخرين؟!) جاء بالإعلان: ’دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر‘ [بالله عليكم، هل يمكن إنهاء الفقر دون إنهاء الجشع وسرقة الشعوب وحماية السارقين!] كما جاء فيه: ’من خلال التعهد بعدم ترك أي شخص في الخلف، التزمت البلدان بتسريع التقدم لأولئك الذين في الخلف بعد.‘ الذين كتبوا هذه الكلمات يطلبون منا أن نقبل فكرة سخيفة مفادها أن أي شخص هو إما خلف شخص آخر أو أمامه! لم يخطر على بالهم أن الناس متنوعون بحيث لا معنى للقول بأنهم أمام أو خلف بعض! تُذكّرُني أقوالهم بما كتبه الجاحظ قبل 1200 سنة: ’اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل‘. الإعلان حول ’أهداف التنمية المستدامة‘ يجمع بين الفتنتين!

خاطرة… كيف نفسّر سيرنا وراء مدنية استطاعت تخريب المسيح، ومن بعده تخريب كل شيء يولّد ذاته؟

هل يستطيع أحد أن يفسر كيف نثق بمدنية لم تترك شيئا لم تخربه بالعمق، بدءا بالمسيح الفلسطيني؟ وأطلَقَت على هذا التخريب بكل وقاحة صفة تقدم وتفوق ذهني وأخلاقي، والأدهى من هذا أننا نسير على هذا الطريق دون الشعور بأي ذنب! أمَا آن الأوان أن نصحو ونسترد ما سُلِبِ منا، وعلى رأس ذلك الحكمة التي تجلت ببيوت الحكمة التي امتدت عبر مساحة واسعة شملت ثقافات وحضارات متعددة جمعت بينها الحضارة العربية الإسلامية؟ [أستعمل هنا ’مدنية‘ نقيض حضارة] ثقتُنا يالمدنية المهيمنة بمثابة جنون! أعود لأؤكد أنه لم يبق شيء لم يتم تخريبه من قبل هذه المدنية: 80% من تراب الكرة الأرضية مُدَمَّر، والهواء من حولها ملوّث، والمخلوقات بمياه بحارها تنقرض، وآلاف الثقافات تندثر – ونشير لهذا بتقدُّم! نعم، أوصلتنا علوم القبيلة الأورو-أمريكية إلى القمر لكنها أوصلتنا أيضا إلى نقطة من الصعب على الأب والأم أن يصل قلب ابنه وابنته، إلى نقطة لم يسلم فيها مُكوِّنٌ من مكوِّنات الحياة من التخريب. التنوير الذي نُسِبَ إلى هذه المدنية كان نوره ساطع لدرجة فقدنا معها القدرة على رؤية الواقع. في محاولة سيطرتها على الصين قبل 180 سنة، استعملت بريطانيا الأفيون (كمادة مخدّرة للجسم) والمسيح البريطاني كأفيون لتخدير العقل. التحدي الرئيسي الذي نواجهه يكمن في انتزاعنا من الهمجية المهيمنة، واستعادة الحكمة بحياتنا، بما في ذلك استعمال التكنولوجيا وأخواتها بحكمة. بدون استعادة الحكمة، لا أمل للبشرية في صراعها من أجل البقاء.

مسيحية الأمهات وإسلام الأمهات

محظوظ لأني تعرّفتُ على روح المسيح الفلسطيني دون شوائب عبر أمي وأمهات كثيرات حملن روحه بقلوبهن من جيل لجيل عبر ألفي سنة، منذ وطِأَت قدما المسيح أرض فلسطين. وتعرّفتُ على روح الإسلام دون شوائب عبر أمهات عملتُ معهن مدة سنتين بمخيم شعفاط بالقدس حملن روح الاسلام بقلوبهن من جيل لجيل عبر 1400 سنة، ثم عبر أمهات بمركز الأميرة بسمة بحي النزهة في عمان. في كل هذه الحالات كانت الأداة الرئيسية لديهن للعيش والتعامل والتعلم والأخذ والعطاء هي المجاورة، وكانت القيمة التي تحكم حياتهن وأفعالهن وعلاقاتهن هي العافية، وكانت ’المواد‘ الرئيسية في حياتهن الأتربة التي يتغذوا منها ويغذّوها. فَقَدت المسيحية والإسلام هذه الروح عندما انتُزِعَتا من أتربة متعافية وأصبحتا رهينة مؤسسات ومهنيين. تصوّروا، أصبحتا مواد دراسية وتخصصات أكاديمية! الدين الفطري يفقد روحه وجوهره عندما يصبح محكوما من مؤسسات ومهنيين.

آن الأوان، كمسيحيي بلاد الشام، أن نقول للغرب: لكم مسيحكم ولنا مسيحنا؛ ولا يلتقيان إلا بقلوب الناس

ربما تكون آخر فرصة لنا، كمسيحيي بلاد الشام خاصة، استعادة المسيح الفلسطيني الذي اختَطفَتْه أوروبا قبل 17 قرنا واقتَرَفَت باسْمِه، كما ذكرتُ بخواطر سابقة، جرائم لا مثيل لها بالتاريخ، حيث كان للمؤسستين الدينية والتعليمية دورٌ كبير. اكتُشِفَت حديثا مقابر بكندا لأطفال شعوب أصلية قُتلوا بتعاونٍ مع المؤسستين. انظروا مثلا:

https://www.nytimes.com/2021/06/26/world/canada/indigenous-residential-schools-grave.html

منذ مائة عام عادت أوروبا مُجددّا لتغزونا. تمّ الغزو الأول على أيدي صليبيين كانوا وبالا على المسيحيين والمسلمين. عام 1917 عادت بريطانيا واحتلّت فلسطين. أول جملة قالها ’ الجنرال اللنبي‘ في اجتماع بالقدس: ’اليوم انتهت الحروب الصليبية‘! (هذا ما ذكره ’واصف جوهرية‘ الذي حضر الاجتماع بمذكراته). مهّدت بريطانيا الطريق للصهاينة احتلال معظم فلسطين. لأول مرة تم تدمير الريف (1948). اقتصرت الاحتلالات السابقة على المدن. رسّخت الولايات المتحدة هذه الجرائم وزادت عليها إذ بعد 80 عاما غزت ودمّرت بلدانا أخرى شملت أفغانستان والعراق حيث أكّد ’بوش‘ أن الله حثّه على غزو العراق! ثم جاء ترامب وبومبيو (كمسيحيين صهاينة) وعمّقوا الكارثة. لذا من السخف أن نعتقد أن هناك علاقة بين مسيحية بلاد الشام ومسيحية الغرب (نشرتُ خلال الانتفاضة الأولى كتيّبا بعنوان ’ مسيحية أمي ومسيحية الغرب‘). آن الأوان لاستعادة المسيح الفلسطيني وتذكير شبابنا أن مسيحيتنا بريئة من مسيحية الغرب. ضروري ألا نُخْدَع لشَبَهٍ بالكلمات ورموز. استغلّت المؤسسة المسيحية الغربية (بريطانيا وأمريكا) المؤسسات الصهيونية ليرتكبوا أبشع الجرائم باسم اليهود. ناحية ضروري توضيحها قبل أن أنهي: إذا جاء شخص أو مؤسسة من الغرب ليتحادث معنا وليتعرّف على مسيح بلاد الشام (وليس ليحاول تحويلنا إلى مسيحيته) فأهلا وسهلا.

حول الإدراك والحكم على الأمور

عندما يصل الوضع بمكانٍ كلبنان إلى نقطة ننسى فيها كل الجرائم التي تمَّت (وما زالت) على يد القبيلة الأورو-أمريكية كتكوين طبقة تسرق شعوبها وتخدم رأسمالية دولية، وتُخرّب الأتربة التي يتغذى منها البشر والتي اتخذت منذ خمسينيات القرن الماضي شكلا جديدا يتمثّل بسرقة أموال شعوب عبر تلاعبٍ بعملات عبر بنوك عالمية و’وطنية‘ وعملاء محليين (تحميهم سويسرا وبريطانيا وأمريكا) – أقول، عندما يصل الوضع إلى حدٍّ نهمل فيه هذه العوامل في تخريب لبنان ويصبح سعر الدولار المعيار الوحيد لحكمنا وإدراكنا للأمور ومَن الظالم ومَن المظلوم، علينا أن نقلق كثيرا كبشر! أعود لأذكّر أن المسيح الفلسطيني، رسول المحبة والسلام، لم يذهب لهيئات ومنظمات دولية وخبراء كما هو مطلوب من اللبنانيين حاليا بل صَنَع سوطا من حبال (يو2: 13- 17) وطرد السارقين والمتلاعبين بحياة الناس وقَلَبَ الطاولات على رؤوسهم وطردهم من بيت الله. لو أنه بفلسطين الآن لفعَل نفس الشيء: قَلَبَ الطاولات على رأس البنك الدولي وصنع سوطا وطرَدَه من فلسطين ولبنان. بلغة الجاحظ، كان بيانُ المسيح الذي بيّن ما بداخله، سوطًا صنعه بنفسه. لذا، غريبٌ جدا أن صورة المسيح بالرسومات الغربية توحي بخنوعٍ وضعف!

سقط الإنسان مرتين: الأولى من جنة عدن إلى الأرض، والثانية من كونه إنسانا إلى كونه سلعة

السقوط الأول كان من ربنا سبحانه وتعالى، أما السقوط الثاني فهو من صُنْع القبيلة الأورو-أمريكية. نتيجة السقوط الأول أصبح الإنسانُ مسؤولا عن تصرّفاته وأفعاله. بالسقوط الثاني فقَدَ الإنسان مسؤوليته كليا وأصبح سلعة تتقاذفها الأسعار وأصحاب السيطرة والمتنفذين بحياة الناس؛ أصبح الإنسانُ رهينةَ عالَمٍ تحكمه همجية لم يعرف لها التاريخ مثيلا. مظهر لهذه الهمجية تقزيم قيمة الإنسان إلى رقم يقيسُ ترتيبَه على خطٍّ عمودي بالنسبة لإتقانه للببغاوية (إلى جانب مهارات تقنية). عشنا ظاهرة هذا السقوط يوم 16/ 8/ 2021 حين أُعْلِنَت نتائج التوجيهي (والحال ذاته بمعظم الدول). مقاييس تُشكّل احتقارًا للبشر وأصوليةً فكرية معرفية أحادية عالمية). حوالي 40% ممّن قدّموا الامتحان حصلوا على صفة فاشل/ ساقط/ راسب، صفة تبقى معهم ليوم يبعثون! لم يصل ابليس لدرجة الانحطاط هذه؛ انحطاط صَمّمته القبيلة الأورو-أمريكية. أوصى غاندي لخلاص الهند بكتابِهِ ’هند سواراج‘ (1909): ’إبعاد مدى الحياة كل شخص ينشر المدنية الأوروبية بالهند وهذا ليس كافيا للتكفير عن ذنوبه‘! انحطاط البشرية الذي نعيشه لم ينتج عن جهل بل عن تصميم وتخطيط وتنفيذ. المسؤولية تقع كليا علينا لانتزاعنا منه والعيش وفق رؤية أداتها الرئيسية المجاورة، وتتوافق مع عافيةٍ ترتبط بالأتربة المغذية، وتدرك الأمور ضمن أفق حضاري تكوَّنَ بفِعْلِ الحضارة العربية الإسلامية التي جَمَعَت لعدة قرون مساحة جغرافية امتدت من الهند وإيران شرقا حتى المغرب والأندلس غربا.

الخاطرة رقم 200: خواطر جديدة مستلهمة من غزة… استعادة أفق حضاري ينطلق من غزة… الجزء الخامس والأخير … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(10 آب / أغسطس 2021)

انتزعتنا غزة – ولعله الانتزاع الأعمق – من الميوعة الذهنية والكسل الفكري والخواء الروحي المتمثلة جميعا بتحويلنا إلى ببغاوات نعيد ببلاهة ما نقرأه ونسمعه من مصادر موبوءة، وفي المقابل ساهمت باستعادة حيوية ووضوح وجرأة وانتباه شديد لما هو متوفر فينا وحولنا واعتباره أساسا للبناء عليه؛ وذكرتني بأكثر الحركات التي ألهمتني في العصر الحديث: حركة أهالي ولاية تشياباز الأصليين بجنوب المكسيك الذين بعد 500 سنة قاموا بحركة ملهمة إلى أبعد الحدود ضروري على كل من يشعر بيأس أن يقرأ قصتهم والتي يمكن الوصول لها عبر طباعة Zapatistas على غوغل.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 199: خواطر جديدة مستلهمة من غزة… استعادة أفق حضاري ينطلق من غزة… الجزء الرابع … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(7 آب / أغسطس 2021)

ذكرت بخاطرة سابقة مظهر للانهيار تمثّل بالإنحدار من الحكمة (بيت الحكمة ببغداد) إلى ادعاء امتلاك الحقيقة (شعار جامعة هارفارد) والذي وصل بلادنا عبر ’دانيال بلس‘ حيث قال بخطابه يوم تدشين أول بناء بالجامعة الأمريكية ببيروت عام 1871:

‘…it will be impossible for anyone to continue with us long without knowing what we believe to be the truth’.

ليس ادعاء الحقيقة هو الخطر بل خَلْق أدوات لفرضها، وهذا ما نجحت فيه القبيلة الأورو-أمريكية. مأسسة الدين والتعليم ساهم بانهيار حضارات حيّة واستبدالها بدول قومية ذات حدود قاسية مزّقت الأنسجة في المجتمعات وبين الثقافات. اختراع أدوات للسيطرة، وطمس الحكمة والروحانيات، سَلَبَ القبيلة المناعة الذاتية فاعتمدت على قواعد عسكرية وعلى أحصنة طروادية في السيطرة على العالم. توجد حاليا أكثر من 800 قاعدة عسكرية أمريكية حول العالم، كما شكّل التعليم النظامي والتنمية أنجح الأحصنة الطروادية بيد القبيلة. عشتُ ببيتنا تخريب الدين الفطري والتعلم كقدرة عضوية اللذين تمثلا بشكل صارخ بعالم أمي التي لم تعرف الأبجدية ولا معارف مؤسسية بل تعلمت عبر أتربة حيّة حقيقية متعافية. ساعدها في ذلك أن الكنائس التي كانت لها علاقة بهم هي الارثوذكسية (حيث اليونانية كانت اللغة الرئيسية) والبروستانتية (حيث الانكليزية مرجع المعاني). أي، كانت أمي محصّنة ضد سلطة الاثنتين: المسيح الذي عرَفَتْهُ هو المسيح الفلسطيني، والرياضيات التي عرفتها (الهندسة المعقدة التي كانت تمارسها عبر خياطة ملابس للنساء) لا يمكن تعلمها عبر إقليدس وديكارت ورَسِلْ وغيرهم، بل عبر أصابعها التي كانت تربط عقلها ومخيلتها وجسم المرأة وقطعة القماش في عملٍ فنيٍّ رائع – خلطة من أتربة حيّة مغذّية. انتزعني عالمُها من حالة التخدير والوهم والعجرفة التي اكتسبتُها بمؤسسات تحكمها قيم السيطرة والفوز والكسب، وأعادني إلى علاقة حية مع الأتربة التي تغذي الإنسان. تنتزعني غزة اليوم، في صراعنا من أجل البقاء والعيش بكرامة، من حالة التخدير والوهم والعجرفة التي تشلّ البشر وتمنعنا من معرفة قَدْر أنفسنا، واستعادة الكرامة والصبر والإيمان والتعلم كجوهر الحياة، واستعادة إنسانية خارج إملاءات المدنية المهيمنة. شفاني عالم أمي من كوني جنديا كولونياليا سلاحي الرياضيات، وغذاني من أتربة حية متعافية. أول مقال كتبتُه حول الدين ونُشِرَ بكتاب القس ’نعيم عتيق‘ Faith and the Intifada, Orbis Books (1992)  

 وأول مقال كتبته عن رياضيات أمي نُشِر في Harvard Educational Review (Feb 1990)

في أيار 2021 عمّقت غزة انتزاعي من أمراض وأوهام وخرافات القبيلة الأورو-أمريكية وفتحت أبوابا ونوافذ كانت مخفية، امتدّت لتحتضن أفقنا الحضاري المغيّب.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 198: خواطر جديدة مستلهمة من غزة… استعادة أفق حضاري ينطلق من غزة… الجزء الثالث … خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(4 آب / أغسطس 2021)

انحدار البشرية بدأ بمأسسة المسيح قبل 17 قرنا وفق الادعاء أن من غير الممكن فهم رسالة المسيح ودخول الجنة إلا عبر مؤسسات ومهنيين مرخّصين. هذا المنطق انتقل بتفاصيله بعد 1200 سنة إلى التعلم حيث ادعى االذي يُعْتَبَر أبو التعليم النظامي ’كومينيوس‘ أن “من يتعلم دون تدريس هو أقرب للحيوان منه للإنسان”، أي لا يستطيع دخول ’جنّة‘ المعرفة! بعبارة أخرى، لا مجال لأحد أن يصبح مؤمنا أو متعلما دون بوابة المؤسسات. قُضِيَ على الإيمان والتعلم كقدرتين فطريتين بالإنسان وهبهما الله لكل مخلوق. لهذا استعملتُ تعبير ’انحدار البشرية‘ في بداية هذه الخاطرة. ملخّص مكونات الانحدار: مأسسة نواحٍ جوهرية بالحياة يؤدي إلى تخريبها؛ نشر الادعاء بأن هناك مسارا أحاديا عالميا للتعلم والتقدم ووجود معنى أحادي عالمي للكلمات تحكمهما مؤسسات مرخصة (ادعاءٌ يشكل الأصولية الأخطر والأكثر تخريبا‘). في أيار شطبت غزة هذه المكونات وساهمت بقوة في شفاء البشر من خرافات القبيلة الأورو-أمريكية – عبر التعلم الهائل الذي لاحظناه بغزة، وعبر الصبر والإيمان اللذين تجسدا فيها، وعبر العيش بأمل وما هو متوفر، طريقنا للمستقبل.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة