محظوظ لأني تعرّفتُ على روح المسيح الفلسطيني دون شوائب عبر أمي وأمهات كثيرات حملن روحه بقلوبهن من جيل لجيل عبر ألفي سنة، منذ وطِأَت قدما المسيح أرض فلسطين. وتعرّفتُ على روح الإسلام دون شوائب عبر أمهات عملتُ معهن مدة سنتين بمخيم شعفاط بالقدس حملن روح الاسلام بقلوبهن من جيل لجيل عبر 1400 سنة، ثم عبر أمهات بمركز الأميرة بسمة بحي النزهة في عمان. في كل هذه الحالات كانت الأداة الرئيسية لديهن للعيش والتعامل والتعلم والأخذ والعطاء هي المجاورة، وكانت القيمة التي تحكم حياتهن وأفعالهن وعلاقاتهن هي العافية، وكانت ’المواد‘ الرئيسية في حياتهن الأتربة التي يتغذوا منها ويغذّوها. فَقَدت المسيحية والإسلام هذه الروح عندما انتُزِعَتا من أتربة متعافية وأصبحتا رهينة مؤسسات ومهنيين. تصوّروا، أصبحتا مواد دراسية وتخصصات أكاديمية! الدين الفطري يفقد روحه وجوهره عندما يصبح محكوما من مؤسسات ومهنيين.