من الصعب التفكر بشيء أكثر احتقارا لذكاء الإنسان قدر هذا الإعلان. إلى جانب الاحتقار، يشتمل على ضحالة وانحطاط فكري وأخلاقي غير مسبوق. يظهر هذا بجلاء بلغة الإعلان. من الصعب أن نصدّق أن جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة اعتمدته عام 2015، إذ هل يعقل ألا يكون على الأقل شخص من دولة واحدة صاحيا وينبّه الآخرين؟!) جاء بالإعلان: ’دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر‘ [بالله عليكم، هل يمكن إنهاء الفقر دون إنهاء الجشع وسرقة الشعوب وحماية السارقين!] كما جاء فيه: ’من خلال التعهد بعدم ترك أي شخص في الخلف، التزمت البلدان بتسريع التقدم لأولئك الذين في الخلف بعد.‘ الذين كتبوا هذه الكلمات يطلبون منا أن نقبل فكرة سخيفة مفادها أن أي شخص هو إما خلف شخص آخر أو أمامه! لم يخطر على بالهم أن الناس متنوعون بحيث لا معنى للقول بأنهم أمام أو خلف بعض! تُذكّرُني أقوالهم بما كتبه الجاحظ قبل 1200 سنة: ’اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل‘. الإعلان حول ’أهداف التنمية المستدامة‘ يجمع بين الفتنتين!