الخاطرة رقم 106: معرفة الذات – بعض ما نستطيع فِعْلَه، حتى ضمن أنظمة ومناهج التعليم السائدة … الجزء الثالث… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(9 كانون الأول/ ديسمبر 2020)

قولٌ للإمام عليّ (ذكرتُه بخاطرة سابقة): ’ما هَلَكَ امرؤٌ عَرَفَ قَدْرَ نفسه‘. معرفة الذات أساس كل المعارف. لذا، أول وأهم ما يمكن أن يعمله المرء كأساس، في الجذور، معرفة الذات ليس عبر CV بل عكسها تماما، إذ CV تغيِّب الشخص كليا وتتعامل معه كسلعة بعالم الاستهلاك. السيرة الذاتية في الحياة بمعناها الحرفي بالعربية تحكي عن الشخص عبر كلمات تستمد معانيها من الحياة. يقول النفري: ’إعرف من أنت فمعرفتُك من أنت هي قاعدتك التي لا تنهدم وهي سكينتك التيلا تزلّ‘. معرفة الذات أساس وجوهر المناعة، وبالتالي ترتبط بالضرورة بأنواع التربة التي يتغذى منها الإنسان ويغذيها (التي ذكرتُها بخواطر سابقة). تشكل التغذية المتبادلة بين الإنسان والأتربة جوهر الرؤية التي يمكن السير وفقها منذ هذه اللحظة، عكس الأهداف التي تمثّل ما نسعى لتحقيقه في المستقبل. في هذه التغذية المتبادلة تكمن الحكمة والعافية والمسؤولية والتعددية. أفضل إطار لمعرفة الذات والعيش وفق الأتربة الأربعة هي المجاورة… هذه الحقائق الساطعة مغيبة عبر لغة رسمية (لغة كتب مقررة وأكاديمية ومؤسسية عامة) تلهينا عن رؤية الواقع. تخريب وتلويث هذه الأتربة هو سبب التخريب والأمراض والأزمات التي نعيشها ونشهدها حول العالم. بدأ التخريب – بالتصميم – بالعقول عبر كلمات ميتافيزيقية ومقاييس عمودية لا علاقة لها بالحياة، أخطرها وأكثرها خفاء وخداعًا اللغة الأم (لغة مصنعة احتاجت لها دول قومية بدأت تتكون بأوروبا). اللغة الأم نقيض لغة الأم، لغة البيان والبيين، أول لغة حية يتعلمها الطفل تليها لغة التحادث والأدب. اللغة الحية تشمل لغة القلب والعيون وحركات الأيدي كما تشمل قصصا ومعاني تتكون عبر تأمل واجتهاد. معرفة الذات تشمل معرفة ماذا يحسنه الشخص وماذا يبحث عنه بحياته (التي جميعا تتناقض مع التقييم العمودي).

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم   #الحكمة   #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *