(15 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)
إهمال البوصلة يؤدي بالضرورة إلى العيش وفق نمط الاستهلاك كبوصلة (فهي التي تعشش بداخلنا منذ الصغر)؛ نمطٌ تحكمه قِيَم السيطرة والفوز والكسب (بغض النظر عن العواقب) وما تُنْتِجه مؤسسات وشركات من شتى الأنواع. كلمات أخرى مستعملة كرديف للبوصلة: الرؤية والفلسفة. لا نستطيع الاستمرار بالعيش دون بوصلة/ رؤية/ فلسفة. إذا فعلنا ذلك فإن ذلك يعني سننزلق دون وعيٍ في طريق الاستهلاك [الهَلَكُ باللغة العربية تعني ما يسقط من أعلى إلى أسفل، وثقافة استهلاكية تعني ثقافة غير متأصلة قوامها استعراض]. أعود لقول الإمام علي: ‘ما هلك امرؤٌ عرف قَدْرَ نفسه’ مما يعني أن على الإنسان، لتجنُّب السقوط، أن يعرف قدر نفسه [جدير ملاحظة أن استعمال ‘هلك’ من قِبَل الإمام يتعلق بالاستهلاك في الوقت الحاضر]. إذا نظرنا إلى رؤية مدارس وجامعات تصف نفسها بنخبة وعالمية، نجد معظمها يستعمل لغة دعائية تتعامل مع المعرفة والخريج كسلع ذات سعرٍ عالٍ وأنها مطلوبة في السوق. هذا الاستعمال لكلمة ‘رؤية’ تشويهٌ وتخريبٌ للمعنى المتضمَّن بقول النفّري: كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة