(20 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)
الروعة في حياة الذين يُنْظَر لهم كمهمشين في الوقت الحاضر (عصر كورونا وترامب) أنه أسهل عليهم الهروب من الهمجية والفيروسات التي تجتاح العالم؛ فيروسات صممت من قبل علماء القبيلة الأورو-أمريكية وسياسييهم، عاثوا خلالها فسادا في الأرض، مما يتطلب إعادة النظر بشتى نواحي حياتنا، وبوجهٍ خاص بنمط عيشنا وإدراكنا للعلوم والرياضيات والمعارف السائدة. مقارنةً بالذين يعيشون في الهوامش، نحن الذين نعيش مكلبشين ومجنزرين وسط عالم الاستهلاك نسير وفق مسارات وأنماط مُلْزِمة لا مجال لغيرها مطلقا بالدخول، ولا فسحة فيها لأي مسار آخر. هذا المسار الأحادي يعيشه الطلبة والأكاديميون وسكان المدن حاليا. ما يدعو له الإسلام من اجتهاد وعدم إكراه، يسلك التعليم (بشتى مراحله) عكس ذلك: هو في جوهره إكراه وخالٍ كليا من الاجتهاد. أكثر عورة أظهرتهما كورونا وترامب هي ضحالة الأيديولوجيات السائدة والمؤسسات المسيطرة الفاقدة للجذور ولأتربة تتغذى منها. انتحال هذه الأيديولوجيات والمؤسسات صفة التقدم وامتلاك حقائق أحادية عالمية والدعوة لتنمية مستدامة تشكّل جميعا ضحالة بالفكر والإدراك وبالتالي تؤدي لسلب قدرة الناس بالتعامل مع الواقع والحياة بالجذور. عدم رؤية ضحالة من يعيشون وفق الاستهلاك، وأن حظ الذين يعيشون في الهوامش أكبر ضمن الظروف السائدة (والمستقبلية على الأغلب) هو مثال صارخ على رؤية الدنيا بالمقلوب. وضّح المسيح الفلسطيني قبل ألفي سنة في موعظته على الجبل هذه الحقيقة بقوله: ’طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض‘. من هذا المنطلق، حظ غزة أكبر من رام الله لتكون وريثة فلسطين؛ رام الله تعيش ضمن وَهْم. المجتمعات التي تعرض نفسها كمتقدمة نرى أن همّها الرئيسي حشر الطلبة أمام شاشات – حياة ضحلة. المدنية المهيمنة تلتفُّ حول رقابنا وعقولنا ولا تترك مجالا للهرب. نتمسك بما هو ضحل كالكتب المقررة ونترك ما هو عميق ككتب بيان وتبيين وكالتحادث والقصص التي تربط بعضنا ببعض مثل خيوط العنكبوت. اسرائيل ضحلة إذ تعيش ضمن أيديولوجية ولا ترتبط بأية تربة على صعيد الجذور.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة