(1 كانون الثاني/ يناير 2021)
أود بخاطرة اليوم أن أكتب من فلسطين (بعد غياب أكثر من تسعة أشهر عنها)، أكتب عن ’واحة‘ صغيرة بوسط رام الله خَلَقَتْها شابات وشبان في ’خلطة‘ تضم الملتقى التربوي العربي ومجموعة تجوال ومجموعة حكايا؛ واحة أستطيع أن أصف جوّها (كما أصف دوما جو النساء في مركز الأميرة بسمة بحي النزهة بعمان) بأنه مليء بالعافية وروح الضيافة والأمل والانغماس بأتربة يتغذوا منها ويغذوها؛ جو متعافي من أمراض حديثة ترتبط بمأسسة الحياة ونمط الاستهلاك وهمجية المدنية المهيمنة. رغم أنهم ’مؤسسة‘ إلا أن ذلك على صعيد الأغصان، أما في الجذور فَهُم أقرب إلى كونهم مجاورات تنبض بالحياة والحيوية. شاركتُ في 4 لقاءات حتى الآن (28/ 12) شعرتُ فيها كأني أغطس في مياه بحر دافئة منعشة مغذية للقلب والعقل والروح والوجدان. إلى جانب روح المجاورة الحية بهذه الواحة، والعافية كقيمة أساسية فيها، هناك شعور بمسؤولية واحترام تعدد المعنى والوسيط، واعتبار ذلك من أهم ما يميز العافية الفكرية-الاجتماعية. روح الضيافة تتمثّل بشعور الزائر بأمان يدخل ويشارك ببيانٍ يبين ما بداخله دون خوف ودون قوانين تحكمه سوى الصدق. جوٌّ قريب من الجو الذي وصفه الرومي: ’ما بعد الصواب والخطأ يوجد حقل؛ لنلتقي هناك‘. شعرتُ بنشوة غامرة تملأ قلبي وروحي. فشكرا لجميع من ساهموا بتكوين هذه الواحة الجميلة بوسط رام الله التي يحكم الاستهلاكُ أغلبَها. لا يعيشون بالواحة على ’بربوزال‘ في تمويل ما يقومون به بل مشاركة جماعية ممن يستعملون المكان. لم أشعر خلال اللقاءات بشيء يعكس تراتبية، أو قولٍ فيه زيف. جو خلقوه بأنفسهم، أراه طريق المستقبل. هو ليس نسخة عن أحد وليس نموذجا، فالنموذج شيء ميت لا حياة فيه. كونوه كمتجاورين وفق انتباهٍ شديد للواقع، وساروا معه كوليد، عبر خبرات وتأمل واجتهاد… إلى جانب كل هذا، هناك نشاطات متنوعة يتم فيها اكتساب مهارات محددة يُتَّفَق عليها بين مريدين ومرادين.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة