(2 كانون الثاني/ يناير 2021)
إذا لاحظت أولادك يتعاطون كتبا مقررة بكثرة أو مأكولات سريعة أو علاقات مريضة أو يسعون نحو مكاسب رمزية… خذهم إلى الطبيعة، إلعب معهم، اطبخ معهم، إزرع معهم… غنوا معا، أرقصوا معا، إحكوا حكايات… خذهم إلى مكتبة أو مكان يبيع كتبا عبارة عن بيان وتبيين… احميهم من سطوة كتب مقررة لغتها صنمية فاقدة للحياة والمعنى، ومن سطوة مأكولات ضارة، ومن مقاييس خبيثة مُحَقِّرة، ومن السعي وراء رموز ضحلة مزيفة (خاصة من سطوة كلمات ومصطلحات وتصنيفات تبدو براقة لكن السموم تعشش فيها كتميز وتفوق ونخبة وتمكين وتقدُّم وتطوير وخدمة ومساعدة تتوافق جميعا مع فكر أحادي عالمي ومن منطلق فيه فوقية – أي ليس تبادليا). إحمِ الأتربة التي تغذيهم وتتغذى منهم. نحتاج لمؤسسات بأمور محدودة، مثل ما يتعلق بتكنولوجيا ومهارات ومعارف تقنية ونواحٍ كتنظيم السير بالمدن أو عندما يختل شيء بحياتك. تعامل مع علوم القبيلة الأورو-أمريكية بحذر وحكمة. إحمِ مركز ثِقَلِكَ كإنسان (وكذلك مركز ثقل كلٍّ من أولادك). عدم معرفتك لقدْر نفسك، يصبح مركزُ ثِقَلِكَ وَهْمًا كإنسان، مما يخلق أمراضا عقلية ونفسية وجسدية وإدراكية ووجدانية. ادعاء أحادية وعالمية المعنى والوسيط هو فيروس على صعيد العقل أخطر من كورونا على صعيد الجسد. ربما ينجح المرء بعالم الاستهلاك، لكن يعيش كعبد دون أن يعي ذلك؛ تتقاذفه الرياح دون أن تكون له رِجْلٌ ثابتة بالحياة. قول الإمام علي هام جدا في هذا المضمار: ’ما هلك امرؤٌ عرف قدْرَ نفسه‘ (وأود أن أضيف: ’ما هلك مجتمعٌ أو ثقافة أو أمة عرَفَت قدر نفسها‘).
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة