(11 كانون الثاني/ يناير 2021)
زمن الميوعة والخبث على صعيد الفكر يجب أن ينتهي، إذا أردنا استمرار الحياة على الأرض. التعليم النظامي والأكاديمي كما صمِّمَا ضمن القبيلة الأورو-أمريكية وانتشرا حول العالم، عفا عليهما الزمن. بقاء البشر يتطلب وعي مساهمتهما بالمصائب والأزمات والدمار والتخريب التي نشهدها جميعا حول العالم. علينا أن نتوقف عن حساب ما نجنيه من مكاسب عبرهما دون طرح ما ندفعه من ثمن على الصعيد الشخصي والجمعي والثقافي وصعيد الطبيعة، إذ نكون عندها كالتاجر الذي يحسب ما يدخله دون أن يطرح ما يدفعه من ثمن، مما يجعله يعتقد أنه دوما رابح. التحولات التي عشناها خلال العام الفائت لم تحدث اعتباطا بل نتيجة مفاهيم وإدراك وتصميم وتنفيذ سادوا جميعا عبر قرون، والتي شملت ’فيروس‘ الثورة العلمية وفق ممارسة القبيلة لها، وفيروس التعليم النظامي وفق مفهوم ’كومينيوس‘ (أبو التعليم الحديث): “فقط عبر التعلُّم الذي ينتج عن تدريس يمكن للأشخاص أن يرتفعوا لأوج إنسانيتهم؛ الذين يتعلمون دون تدريس هم أقرب للحيوانات مما للبشر”:
Only if learning is the result of teaching can individuals be raised to the fullness of their humanity. People who learn without being taught are more like animals than men.
لم تكن الحكمة رفيقة الرياضيات والثورة العلمية اللتين انطلقتا من القبيلة الأورو-أمريكية، التي توّجت تخريبها للحياة والفكر والإدراك والعلاقات عبر ’التنمية‘ كما صاغها ’ترومان‘ عام 1949 في خطاب تسلّمه رئاسة أمريكا والتي بناها على الفرضية بأن أربع أخماس البشر متخلفون، وأنه هو ودول أوروبا الغربية مستعدون لتنميتنا! وصدّقنا ذلك لأن عقولنا قَوْلَبَها تعليم وأكاديميا القبيلة على مدى عقود.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #mujaawarah # تنمية_مستدامة #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة