(19 شباط / فبراير 2021)
الصلاة كتفكُّرٍ وتأمُّلٍ بالحياة والطبيعة والخليقة، وكتهذيبٍ للذات والسلوك والعلاقات، وكصقلٍ للمعنى والإدراك والفهم، وكجدلٍ لنسيجٍ روحي وجداني بين البشر ومع الطبيعة، هي المحرّر والحامي الرئيسي للإنسان. حوّلت المدنية الحديثة الصلاة، كبقية نواحي الحياة، إلى سلعة لها قيمة مرئية مما أفقدها جوهرها وروحها وروحانيتها. فهناك صلاة ببغاوية حيث تخرج الكلمات دون أن يعنيها المصلّي ودون أن تحرّك فيه اية مشاعر، يفعلها ليزيد قيمته بين الناس؛ وهناك صلاة روحانية تربط الإنسان بالخالق والخليقة والطبيعة والبشر وروح الضيافة والمسؤولية والتعددية والمحبة والتقوى. عبر الصلاة يستطيع الشخص أن يفكر ويتأمّل ويجتهد دون خوف، إذ يكون بعلاقة مع وحدانية الكون بكل مكوّناته، دون رقيب أو حسيب سوى نفسه التي تمنعه من عمل أي سوء. أي، المانع ليس خوفه بل إيمانه واحترامه للبشرية وللحياة والخليقة. منذ 1971، كل صباح أصلّي عبر تفكُّري وتأملي بالحياة كما خبرتها في اليوم السابق، وعبر صقلي لفهمي وتهذيبي لسلوكي وعلاقاتي. خَطَرُ التعليم لا يكمن بالتلقين بل بتحويل المعرفة والمدرس والطالب إلى سلع فاقدة للحكمة. التعلم في الجذور هو صلاة مليئة بعافية وحيوية وطاقة هائلة وعلاقات حيّة… لنصلّي يوميا.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #mujaawarah # تنمية_مستدامة #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة