(26 شباط / فبراير 2021)
نعيش على أبواب عهد جديد يمكن أن يؤدي بنا إلى مسارات مختلفة جدا. لعل المسار الأهم الذي يفتحه لنا كبشر، هو استعادة إنسانية فقدناها نتيجة الدعاية التي نشرتها الكولونيالية الأورو-أمريكية منذ قرون بأنها متفوقة حضاريا. بكلمات غرامشي قبل مائة سنة: تتمثل الهيمنة ليس بقوتها بل بتصديقنا بتفوقها على الصعيد الذهني والأخلاقي. كلمات براقة كتحسين وتطوير وتقدم وتمدن وتميز دخلتنا كفيروسات جعلتنا نتنافس حول من يحتقر أنفسنا أكثر!
نتكلم عن الحداثة وما بعد الحداثة، وعن الكولونيالية وما بعد الكولونيالية، ونهمل ما هو موجود بالخليقة فينا وحولنا ولا يمكن تحسينه وتطويره، كالتعلم والشفاء والماء والنباتات البرية والبيان الذي يبيّن ما بدواخلنا. سُلِبنا مسؤوليتنا في القيام بما هو ضروري وما يمكننا القيام به بأنفسنا وأصبحنا ننتظر خبراء فقدوا الاستقامة بالفكر والقول والعيش. أول من تمّ اختطافُه من بيننا ووُضِعَ على قاعدة تمثال في روما (بخدمة الامبراطور) كان المسيح الفلسطيني حيث أصبحنا في فلسطين نستقبل ’خبراء‘ في الدين من أوروبا وأمريكا ليعرّفونا على المسيح! لم يكن للمسيح بيت بل كان يقطن قلوب الناس وبيوتهم. تلخّص ادعاء روما بأن التعرف على المسيح يحتاج إلى مؤسسات ومهنيين. ثم مرّت السنون وانتقل هذا الفروس إلى التعلم. فكما لا يحتاج الإيمان إلى مؤسسات، كذلك الحال بالنسبة للتعلم. تخريب الإيمان حدث عبر أباطرة روما؛ وتخريب التعلم حدث على يد شخصين: نبريها الإسباني وكومينيوس التشيكي الذي أكد على أن من يتعلم بدون تدريس هو أقرب إلى الحيوان منه إلى الإنسان… التعلم والإيمان لا يحتاجان إلى مؤسسات. بعد الحرب العالمية الثانية والدمار الذي أحدثته طلّ علينا الفيروس نفسه بثياب جديدة: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (10/ 12/ 1948)، وإعلان عصر التنمية (20/ 1/ 1949)؛ شهر واحد بين الإعلانين؛ انتشرا بسرعة لم يشهدها التاريخ!
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #mujaawarah # تنمية_مستدامة #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة