(5 حزيران / يونيو 2021)
عام 2016 اتصلَتْ معي مجلة يهودية بأمريكا (Sh’ma) لكتابة مقال حول الاحتلال. حكيتُ قصة ‘ألفونصو العاشر’ الذي دخل مدينة طليطلة (باسبانيا) عام 1252 ليطرد المسلمين واليهود منها. رأى ما لم يتوقعه: مجتمع حيّ تكتنفه عافية وحيوية وعلاقات طيبة وتناغم بين المسيحيين والمسلمين واليهود مما دعاه يغيّر رأيه فلم يطرد أحدا وأَطْلَق على نفسه ملك الأديان الثلاثة. عُرِفَ ب’ألفونصو الحكيم‘، وفعلا حكم 30 سنة ونشر كتبا عن الحكم بحكمة. كتبتُ في ذلك المقال: يا ليت الحركة الصهيونية (التي نشأت نتيجة اضطهاد اليهود بأوروبا) اتبعت طريق ألفونصو بدلا من بريطانيا وفرنسا اللتين لم تعرفا سوى استعمار وبطش ونهب وقتل شعوب. قبل 1948 كانت المجتمعات من إيران والعراق شرقا حتى المغرب غربا أماكن آمنة تعج بأديان ومذاهب وثقافات متعددة بما في ذلك اليهود (هذا لا يعني لم يكن هناك عنصرية ضد فئات). الفلسطينيون لم يذهبوا إلى لبنان طوعا بل طردا وعنوة؛ تفرَّقْنا بأنحاء المعمورة، وما زال التشتت صفة رئيسية تلاحقنا. زوجتي وابنيّ الاثنين لا يستطيعوا العيش معي بفلسطين (متزوج منذ 53 سنة). أُعيدَتْ مسرحية الاحتلال والطرد والقتل منذ 1948 بدولٍ عربية أخرى. كانت هناك 70 كنيسة في بغداد وقت غزو ‘بوش’ عام 2003. الآن توجد كنائس لكن أهلها شُرِّدوا حول العالم؛ بينهم آراميون قطنوا العراق منذ بداية التاريخ. نتيجة الغزو الأمريكي-الصهيوني رحلوا عن العراق؛ أغلبهم بالسويد. غزة دُمِّرَت مرات عديدة خلال العشرين سنة الفائتة، وكذلك مواطن البدو بصحراء النقب… حتى متى؟!
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #mujaawarah # تنمية_مستدامة #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة