(23 تموز / يوليو 2021)
كلمة ’تميُّز‘ المستعملة بكثرة بالمؤسسات التعليمية هي كلمة خبيثة ذات إيحاء إيجابي؛ مخرِّبة لداخل الإنسان وممزِّقة للنسيج المجتمعي خارجه. تتعامل ’تميُّز‘ مع الإنسان والمعرفة كسلع يحدد السوق قيمتهما. كلمة دعائية بامتياز بغرض جذب المتحكّمين بالمجتمعات والأسواق المحلية والعالمية إلى منتجاتهم. أقول ’ممزِّقة‘ لأنها تُشعِر الطالب المتميز أنه أعلى من غيره بانية ذلك على مقاييس وصفات رمزية لا علاقة لها بالحياة سوى السوق. وصف أشخاص بالتميّز يؤدي إلى شعور آخرين بدونية. أذكر دوما عبارتين للإمام علي لا علاقة لهما بالتميّز بل بحكمة واحترام عميقين للإنسان: ’قيمة كل امرئ ما يحسنه‘ و ’ما هلك امرؤٌ عرف قدر نفسه‘. يتطلب هذان القولان قيام الشخص برحلة إلى داخله والتأمل فيما يمر به والاجتهاد في بلورة معنى وفهم لحياته. هذه الأمور متوفرة لدى كل شخص لكنها تُطْمَس من قبل من يسعون للسيطرة. هناك كلمات أخرى، إلى جانب تميز، تحمل نفس الخبث والتمزي: تفوُّق وإبداع (إذا كانت مرتبطة بأشياء يمكن أن تقاس). في عملية كهذه تضيع كلمات تستمد معانيها من جذور الحياة مغيبة من المدارس والجامعات ولا يمكن أن تقاس، كمحبّة وضيافة وتقوى وصبر وإيمان وعافية وحكمة وتكافل وجرأة بالفكر والقول والفعل. بالمقابل، ترتبط ’تميُّز‘ بتنافس حول رموز وتصنيفات لا رصيد لها بجوهر الحياة.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #mujaawarah # تنمية_مستدامة #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة