(4 نيسان / أبريل 2021)
الجيش الانكليزي انتزَعَنا من فلسطين؛ التعليم الانكليزي انتزع فلسطين من داخلنا؛ انتزع فلسطين الأصالة واستبدلها بفلسطين الوهم التي صممها سايكس وبيكو، ويتابع بناءَها البنكُ الدولي منذ 1993. حدّدوا إدراكنا لفلسطين. أهم الأدوات التي بأيدينا لانتزاعنا من فلسطين الوهم واستعادة فلسطين الأصالة هو مجاورات تحكمها العافية ضمن أفق حضاري. هذا الرباعي المقدٍس – المجاورة والعافية والأفق الحضاري والأتربة التي تغذينا ونغذيها – هي ملاذنا. المجاورة رحم المجتمع واللبنة الأساسية في بُنْيَتِه والوسيط الأعمق للتعلم؛ العافية هي القيمة التي نتفق ألا نناقضها في أفعالنا؛ والأتربة تمثّل ما هو موجود لدينا بالخليقة؛ والأفق الحضاري هو الرؤية التي تتسع كل ما سبق. ما يجدل أنسجة بين المكونات الأربعة روح الضيافة والمسؤولية. المكونات الستة مغيبة كليا من التعليم (بشتى مستوياته وأشكاله). التعليم السائد حاليا والذي يتخذ (زورا وبهتانا) صفة ’فلسطيني‘ ما يزال في جوهره ينتزع فلسطين من داخلنا، وهو انتزاعٌ أعمق وأخطر من انتزاعنا من فلسطين. ما زلنا نقاوم انتزاعنا من فلسطين ونسعى للعودة إليها ونقاوم وجود مستوطنات سكنية-عسكرية، لكننا نزرع (بأنفسنا) مستوطنات معرفية بكل ما أوتينا من قوة تنتزع فلسطين من داخنا! لا يوجد مثلا أي ذكر للانتفاضة الفلسطينية الأولى بالتعليم ’الفلسطيني‘، لا بمدارس ولا بجامعات. الانتفاضة حدثٌ (لعله الأعمق في الخبرة الفلسطينية منذ 1948) مغيّبٌ من الفكر والبيان والمعرفة والفهم في المستوطنات المعرفية ’الفلسطينية‘. أُعيد، هناك مقاومة ضد انتزاعنا من فلسطين، لكن لا مقاومة ضد انتزاع فلسطين من داخلنا؛ ما زلنا نعتبر كوننا نسخا وببغاوات عن القبيلة الغربية تقدُّمًا! قيام كل شخص برحلة لداخله يشكل مصدر كرامة ومساواة وتحرر.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #mujaawarah # تنمية_مستدامة #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة