(10 تشرين أول / أكتوبر 2020)
تكلّمتُ في الخاطرة 67 عن كيف تعبير ‘جودة التعليم’ يتعامل مع التعليم كسلعة. في هذه الخاطرة أود أن أذكر التخريب الخفي في النظرة للمعلم حيث يتضمن دونية في إدراكنا له. عندما كان عمري 11 سنة (1952)، كان خالي يعمل ميكانيكي سيارات في مركز مفوضية هيئة الأمم بالقدس. في يوم، جاء ومعه شخص أمريكي من المفوضية، وكان معه كلبٌ ضخم. خفت من الكلب وهربت بعيدا. ناداني صاحب الكلب وقال: لا تَخَف، فالكلب مدرَّب (بالإنكليزية trainingلا زلت أذكر الكلمة لأني اعتقدت أنه أحضر الكلب في قطار). لكن سرعان ما فسّر ذلك برمي قلم وطلب من الكلب أن يُحْضِره، ففعل. ثم قال للكلب: انبطح؛ انبطح. ثم أمره برفع رجلتيه بالهواء؛ رفع. ثم استعمل كلمة لا أذكرها لوصف الكلب، ترجمها خالي بأنه كلب مربى. غابت كلمة تدريب لفترة طويلة ثم عادت للظهور في أوائل عقد السبعينيات لكن بعلاقتها بالمعلمين. كلمة ‘معلم’ تشير إلى شخص يتأمل فيما يفعله ويكوّن معنى له، ويشارك آخرين به. من هذا المنطلق، أقرب كلمة بالانكليزية لكلمة ‘معلم’ هي professor بمعناها الحرفي a person who professes what is within him/ her أي، شخص يقول جهارة ما يشعر به في داخله. فَقَدَتْ الكلمة الانكليزية معناها الجميل وأصبحت تشير إلى رتبة، حيث لا يعني الشخص ما يقوله ولا يقول ما يعنيه بل يقول ما هو متوقع منه أن يقوله والذي لا يعكس بالضرورة ما يشعر به في داخله.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة