(13 تشرين أول / أكتوبر 2020)
أكثر ما يهدد البشرية والحياة والطبيعة هو ليس فيروس كورونا بل ‘فيروس’ العيش بترف وفيض وجشع والذي يتضمن الهدر. الترف هو الخطر الأكبر على المناخ والمُسَبِّب الرئيسي للحروب وتخريب كل ما هو طبيعي وقادر على توليد ذاته. أعني بالترف ما نشهده في معظم الدول حول العالم حيث نسبة ضئيلة جدا تعيش بترف غير مسبوق بينما الباقون بالحضيض، والذي نبّهت له حركة ‘احتل وول ستريت’ occupy wall street التي ألهمها ميدان التحرير بالقاهرة، فرفعوا في ‘نيويورك’ لافتة the maydan is here، لخّص مكونوها حركتهم ب”نحن ال 99%”. أود أن أؤكد مرة أخرى: الترف والجشع يشكلان العدو الأكبر للحياة والطبيعة. أُومِن بكل قوة وقناعة أن الحل يكمن ليس في لقاحات مزيفة سطحية (مثل تنمية مستدامة وتقدُّم) بل بالعودة إلى دورة الحياة والقدرة على توليد الذات، إذ هناك تكمن الاستدامة الحقيقية في الجذور – تكمن حول حماية واستعادة الأنواع الأربعة من التربة التي تغذينا والتي ذكرتُها في الخاطرة رقم 68. حماية أنواع التربة والعيش وفقها ما يمكن أن ينقذ البشرية. العيش وفقها يشكّل نقيض العيش بترف وفيض وجشع. يتطلب هذا قلب الأمور في عقولنا وإدراكنا وأفعالنا وعلاقاتنا وفي القيم التي تحكم حياتنا. مما يعني بالضرورة تحوُّلا في نظرتنا وتعاملنا مع الاقتصاد بوجهٍ خاص، والذي ربما يكون الأصعب. ربما ينظر البعض إلى ما أقوله كأنه عودة إلى الوراء. في الحقيقة، ما أقوله هو عودة إلى عمق ما يحمي الحياة والبشر من الفناء. كتبتُ عام 2008 مقالا بجريدة ‘الحال’ بجامعة بيرزيت بعنوان ‘نموّ رام الله… هل فيه حكمة؟’ حيث كان من الواضح أن البنك الدولي كان يحفر ترفا زائفا يخلخل ما فيه عافية للناس والمجتمع، بما في ذلك تخريب أنواع التربة المذكورة.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة