(1 تشرين ثاني / نوفمبر 2020)
قول للإمام علي: ’ما هَلَكَ امرؤٌ عرف قدرَ نفسه‘. في عالم مبني على تقييمات عمودية (عبر مقاييس ضحلة) تُشْعِر الأغلبية بدونية، لا يسعنا إلا أن يوطّد ويثبّت كل شخص ثقلَه كإنسان عبر قول الإمام علي: أن يعرف قَدَرَ نفسه، والذي يشمل إدراكه بأنه مصدر معنى ومعرفة وفهم، فيشارك في تكوين معانٍ للكلمات التي يستعملها في حياته عبر تأمل بالحياة والخبرات واجتهاد في تكوين معنى لها. يحررنا هذا من اعتبار مقاييس خبيثة (كعلامات وشهادات ومراكز وألقاب ومعاهد نخبة) مرجعا لقيمتنا. تشكل المجاورة رحم أمان وعافية تساعدنا في معرفة قدرَ أنفسنا. إشعار آخرين أنهم أدنى (كما فعل الأوروبيون عبر ما يقارب من خمسة قرون عبر مساحات شاسعة حول العالم بما في ذلك منطقتنا) ونجحوا في ذلك هو في رأيي الوباء الأعظم. ما ‘زاد الطين بلّة’ كما يقول المثل، هو الإدعاء بأنهم على استعداد لمساعدتنا حتى نصبح مثلهم! إبليس لم يصل إلى درجة الخبث والتحقير التي وصلت إليها المدنية المهيمنة التي أقنعتنا بتفوقها أخلاقيا! ما يجعل الأمر أسوأ أن الذي يصدر حكم الدونية عليك، لا يعرفك بل يعيش بمكان بعيد عنك، في قارة أخرى وسياق آخر لكن يعطي لنفسه الحق أن يصنّفك ويقيّمك ويوهمك أنه أفضل منك ذهنيا وأخلاقيا – ونقع ضحايا بسهولة! صديق كان يدرس معي بهارفارد (1985) اختير أن يكون ضمن فريق للذهاب إلى مصر لتطوير التعليم فيها. سألتُه: هل زرت مصر قبل اليوم؟ قال: لا. قلت ألا تجد هذا غريبا؛ لا تعرف مصر لكن تعرف ما هو مناسب ونافع لها؟! قال: سيدفعون مبلغا كبيرا!… نقطة، وأول السطر.
#Munir_fasheh #منير_فاشه #مجاورة #خواطر #الطبيعة_الشافية #احتلال_و_عودة #العيش_بأمل #تعلم #الحكمة #التعلم_قدرة_عضوية #التعلم_خارج_المدرسة