الخاطرة رقم 170: اليوم أُطبِقْ الثمانين عاما من عمري… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(19 نيسان / أبريل 2021)

ما أود أن أقدمه كهدية في عيد ميلادي الثمانين للصغار والكبار هو تذكيرهم بأهمية استعادة ’التربة‘ كأهم مكوّن في حياة البشر، في الفكر والقول والفعل. كلمة ’تربة‘ مغيّبة من المدنية المهيمنة التي تضعنا بقوالب قاسية فاقدة للحياة. يذكّرنا هذا بقولٍ لشمس التبريزي: ’عندما أخبرتُه أن قلبي من طين سخر مني لأن قلبه من حديد؛ قريبا ستمطر، سيزهر قلبي وسيصدأ قلبه‘. نسعى ونفتخر بمنتوجات ثقافية والتي يمكن أن تنبع من تربة ثقافية كما يمكن أن تنبع من مؤسسات ثقافية. في الأولى تكون مكونة من طين حيث تزهر مع أول قطرة؛ في الثانية تموت لحظة ولادتها. هذا الفرق يشبه الفرق بين منتوجات زراعية وتربة زراعية، إذ يمكن إنتاج خضروات بكميات كبيرة تظهر مبهرة لكنها تقتل دود الأرض وتسهم بتخريب التربة مما يتطلب إضافة كيماويات ضارة. إذا ركّزنا على منتوجات ثقافية لا تنبع من تربة حية، ستسهم في الأغلب بتخريب التربة الثقافية. المعارف التي تنتج من مؤسسات تعليمية لا ترتبط بأتربة، لذا في أغلبها معارف تقنية أو ميتافيزيقية لا ترتبط بالحياة. الأتربة بشتى أنواعها (الأرضية-الطبيعية، الثقافية-المعرفية، المجتمعية-الوجدانية) مغيّبة من المؤسسات، التعليمية والأكاديمية خاصة. هذه الأتربة مرتبطة عضويا بالعيش وفق مبدأ الوفرة (لا الندرة كما هو الحال بعالم الاستهلاك). ما نحتاج له (في عصر اجتياح ليس فقط كورونا بل أيضا اجتياح همجية الأيديولوجية المهيمنة التي يصفونها بالحداثة والتقدم) هو العيش وفق مبدأ الوفرة، ما متوفر لدينا كأشخاص ومجتمعات وثقافات وحضارات وطبيعة متمثلة بمقومات وقدرات لا تحتاج لمؤسسات ومهنيين وخبراء ومواد جاهزة. لعل أهم ما متوفر لدينا التعلُّم كقدرة موجودة فينا بالخليقة. ما هو أيضا متوفر لدينا: التحادث والمحبة والتقوى والتكافل والصلاة والأمل والضيافة والصبر والإيمان وأتربة متعافية وتكوين معنى عبر تأمُّلٍ واجتهاد، وتكوين مجاورات من مريدين ومرادين. تجنُّب (في حياتنا قدر الإمكان) ما هو مصنّع واستعادة ما هو عضوي وحيّ يشكل تحدّيا جوهريا نواجهه حاليا: التواصل مصنع، التحادث عضوي؛ المؤسسات مصنعة، المجاورات عضوية؛ التقييم العمودي مصنع، ما يحسنه الشخص كمصدر قيمته عضوي؛ الصحة مصنعة تحتاج لمؤسسات ومهنيين وأدوية، العافية عضوية كل ما تحتاجه هو أجواء حيّة سليمة مغذية غنية متنوعة. كل ما سبق لا يكتمل دون رحلة مستمرة إلى الداخل لتنظيف ما يعلق بها من بكتيريا ضارة واستعادة بكتيريا حميدة. فترتان صارختان عشتهما جسّدتا العيش وفق الوفرة كانتا عقد السبعينيات (بالضفة الغربية وقطاع غزة) والفترة الثانية الانتفاضة الفلسطينية الأولى (أواخر 1987 حتى أواخر 1991). تجلى العيش وفق الوفرة خلال الفترتين في مجالات شتى، حيث سَرَتْ الحيوية في شرايين الحياة بالضفة الغربية وقطاع غزة. تمّ لجم تلك الروح في الانتفاضة عبر اتفاقيات أوسلو حين أصبح البنك الدولي الحاكم بأمره بالضفة الغربية. لم يكن بالفترتين سوى ما هو متوفر لدينا كأشخاص ومجتمع وثقافة وعلاقات. وعينا مقومات وقدرات غيبها خبراء التقدم والأيديولوجية المهيمنة. إغلاق كل المنافذ حَوْلَنا أدى إلى وعينا بأن بقاءنا يعتمد على العيش بما هو متوفر. تكوّنت لجان أحياء تلقائيا في العديد من المواقع حيث قام الشباب بتدبير شؤون الحي وعمل ما ضروري عمله. لجأوا للزراعة الجماعية والتعليم الشعبي. على الصعيد الشخصي، استقلتُ من جامعة بيرزيت وأنشأتُ ’مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي‘ أوائل 1989 التي كان جوهرها أجواء تعلمية (بدون تدريس) متوفرة في المجتمعات، تمثلت في أحد مظاهرها بحملة القراءة والتعبير (التي ما زالت قائمة حتى الآن). ذكّرني اجتياح جائحة كورونا بالاجتياحات الإسرائيلية على مدى عقود وعلى أصعدة شتى وكيف اضطررنا للعيش وفق الوفرة والتقليل من العيش وفق جائحة الاستهلاك بسبب قلة المال. أغلقت إسرائيل المدارس والجامعات والمؤسسات الاجتماعية والثقافية بالضفة الغربية خلال الانتفاضة الأولى ظنًّا منها أن ذلك سيؤدي لانهيار المجتمع. ما حصل كان العكس: اكتشفنا الغنى الهائل فينا وفي ما حولنا حيث نمت حيوية أدهشتنا جميعا. الوضع الحالي حول العالم وفي بلاد الشام خاصة يضطرنا للعيش وفق الوفرة. لا يستطيع اللبنانيون مثلا (الذين تحاول دول كثيرة تركيعهم) أن يعيشوا بالليرة اللبنانية مما سيضطرهم لاستعادة نمط حياة يتناقض مع نمط الاستهلاك. الطريق الذي سلكته القبيلة الأورو-أمريكية يتناقض مع استدامة الحياة وعافية الإنسان والمجتمعات والطبيعة. معالجة كثير من الأزمات يتم عبر تغيير نمط حياتنا. العيش وفق الوفرة ليس ضمانة كاملة (فالمدنية المهيمنة خلقت أدوات سيطرة وتدمير قادرة على إفناء الحياة على الأرض بفضل ما فعله إينشتين الذي نعتبره قدوة!) لكنها الأساس الذي بدونه نكون كورقة في مهب الريح. معظم شعوب العالم لا تحتاج لخلق امبراطوريات بل العيش بعافية، وهذا متوفر في كل مكان عبر ثلاثي مقدَّس: العافية والمجاورة والأتربة المغذية.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 169: تطبيع وتطبيع… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(16 نيسان / أبريل 2021)

نتكلم ضد التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي… لكن لا نتكلم ضد التطبيع المعرفي والبنكي!!

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 168: حول الدعم النفسي… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(14 نيسان / أبريل 2021)

’الدعم النفسي‘ تعبير يبدو جميلا وأخلاقيا لكنه مليء بفيروسات أغلبها محقِّر للشخص الذي تسعى لمساعدته، إذ مثل هذا التعبير يوحي للشخص بأنه مريض ونفسيته تعبانة، ويشعره بأنه أدنى منك بدرجات حيث تأتي كمخلّص لخدمته ومساعدته (والذي يحصل في أغلب الأحيان بنيّة حسنة). تأتي بنظريات جاهزة تدّعي العلمية والعالمية. على النقيض من هذا، تشكل المجاورة جوا لا توجد فيه فوقية ودونية ولا نظريات ميتافيزيقية بل جو ملؤه المحبة والاحترام والعلاقات الأفقية التبادلية، حيث تتغير فيه نفسية الشخص عبر جو متعافي.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 167: أفق حضاري وأفق كولونيالي… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(9 نيسان / أبريل 2021)

نعيش حاليا ضمن أفق كولونيالي. سَعْيُنا يجب أن يكون العيش وفق أفق حضاري عشناه على مدى قرون من الهند وإيران شرقا وحتى المغرب والأندلس غربا، والذي أركانه: الحكمة والمجاورة وربط المعرفة بالأتربة التي تغذينا ونغذيها. الظروف الحالية محليا وعالميا مهيّأة لهذا التحول.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 164: الرحلة إلى الداخل… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(28 آذار / مارس 2021)

يتناقض قيام الشخص برحلة إلى داخله مع الأيديولوجيات المهيمنة التي تسعى للسيطرة، وذلك لأن الرحلة إلى الداخل تُقَوّي من مناعة الشخص ضد أن يُسَيْطَر عليه. لهذا أي شيء يرتبط برحلة إلى الداخل يُغَيَّب من المناهج واللغة السائدة في المؤسسات والأكاديميا، مثل ما يحسنه الشخص كمصدر قيمته، والرجل الثابتة في حياته، وما يعكس بيانا وتبيينا، ومثل بحث بمعنى ما يبحث عنه المرء في حياته (رديف search)، ومثل السيرة الذاتية بمعناها الحرفي باللغة العربية (الذي يتناقض مع CV التي هي سيرة غير ذاتية إذ لا تحكي عن الشخص بل عن عالم الاستهلاك والمؤسسات التي له علاقة بها). من هنا، تشكّل الرحلة إلى الداخل صمام أمان للمرء (وللمجاورات التي ينتمي لها) إذ تحميه من فيروسات تدخل عقله وأمعاءه وقلبه وعلاقاته. رحلة المرء إلى داخله تشكّل جزءا أساسيا من كرامته ومناعته وثقله كإنسان – وأود أن أؤكد على ثقله كإنسان.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 163: ما يلي موجَّه للقارئ… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(26 آذار / مارس 2021)

كورونا خلقَتْ فرصة لقيامك برحلة مستمرة إلى داخلك، إلى ذاتك ومجتمعك وثقافتك وحضارتك. بدون هذه الرحلة، لا معنى لأي تجوال خارجك، حتى لو كان حول العالم، إذ عندها ستبقى تحوم بين الأغصان دون أن تلمس الجذور. المعرفة في الجذور جَدْلٌ مستمرٌّ لأنسجة بين الداخل والخارج، عبر اندماجٍ بالحياة وتأمُّلٍ واجتهاد – أمرٌ مُغَيّبٌ من المؤسسة التعليمية والأكاديمية مهما ادّعَتْ ’الجودة‘ و’التميز‘! في رحلتك إلى داخلك لن تشعر بوحدة في حياتك أبدا، إذ سيكون معك رفيق أينما كنت وأينما حللت… وتذكَّر دوما أنك مصدر معنى ومعرفة وفهم.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 162: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (الجزء الثالث)… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(21 آذار / مارس 2021)

كان الإعلان من أنجع الأدوات (إن لم يكن الأنجع) في احتلال العقول عبر كونه حصان طروادة الذي هزم الشعوب والمجتمعات من الداخل؛ فالإعلان لا يتوافق مع كرامة الإنسان ويهمل الكثير من حقوق البشر الجوهرية، كالحق في حماية الأطفال من مأكولات وكلمات سامّة مؤذية. توجد ميزانيات بكل الدول لتعليمٍ إلزامي، بينما لا توجد ميزانيات تلزم الحكومات لتوفير مأكولات مغذية أو ماء نقي للأطفال. أيهم أهم: تعليم يُنْتِج ببغاوات أو ماء ومأكولات تغذي الأطفال وتنعشهم! يُلْزِم الإعلان الحكومات بتوفير مقاعد يجلس عليها الطلبة على مدى 12 سنة لا ينطقون ولا يستعملون أياديهم وأرجلهم وأصابعهم! يوجد حق لأهالي الولايات المتحدة الأصليين برفع قضايا ضد سرقة أراضيهم؛ لكن حتى الآن ساهم رَفْعُ مثل هذه القضايا بزيادة دخل المحامين والمحاكم دون أن يسترجع شخص واحد أرضه! نتكلم عن التفكير التحليلي والنقدي، ويبقى الإعلان المليء بفيروسات على أصعدة شتى محميا من أي نقد، باستثناء أمور ثانوية وأشخاص معدودين… كيف نفسرغياب الحكمة والتعددية والعافية والكرامة من الإعلان؟ [الكرامة مذكورة، لكن إذا نظرنا إلى بنود الإعلان نجد معظمها يتناقض مع الكرامة!]

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 161: حول لقاء البابا فرنسيس بآية الله علي السيستاني… الجزء الثالث… التعلُّم عشق وليس طمعا بالنجاح وخوفا من الفشل… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(19 آذار / مارس 2021)

عِبْرَ ما سمعتُه حول ما جرى في اللقاء بين البابا والسيستاني، انتبهتُ أن تركيزهما كان على المحبة والسلام بين الناس، أمور اعتبَرَها الاثنان جوهر الأديان، أكثر بكثير من الحديث حول الجنة والنار. المؤمن الذي يفعل خيرا نتيجة حبه لله والناس والعيش بحكمة، واحترامه للتعددية والمسؤولية في الحياة، يختلف كليا عن شخص يفعل خيرا طمعا بالجنة وخوفا من النار. ما أود قوله هنا، وذات علاقة بالروح التي تجسدت في اللقاء، تتعلق بالتعليم: هناك فرق شاسع بين مَنْ يتعلّم طمعا بالنجاح (الجنة) وخوفا من الفشل (النار) وبين مَنْ يتعلم نتيجة عشق لناحية بالحياة وفق الحكمة والعافية ومحبة البشر والطبيعة. ما أتمناه هو أن تُلْهِم روح لقاء البابا والسيستاني المسؤولين بالتعليم والأكاديميا حيث يمارسوا هذه الروح بمجالاتهم ويركزوا على هذا العشق أكثر من الطمع بالنجاح والخوف من الفشل، إذ عندها سنبدأ باستعادة العافية التي يحتاج لها العالم أكثر من أي شيء آخر. بعبارة أخرى، اختار التعليمُ (الذي جاءنا من القبيلة الأورو-أمريكية) أن يسير طريق الجنة والنار بما في ذلك المدارس والجامعات التي تدعي أن مناهجها عالمية، ويتحكّم بقيمة الطالب أشخاصٌ بعيدون آلاف الأميال، قابعون في سويسرا ولندن وغيرهما! التقييم عن بعد سبق التعليم عن بعد. صعبٌ التفكُّر بشيء أكثر تخديرا من هذا. كورونا تذكيرٌ لنا من رب العالمين أننا إذا لم نتحمل المسؤولية ونتخذ خطوات لحمايتنا وحماية أطفالنا من السير وفق نجاح وفشل، فمصيرنا جهنم على هذه الأرض وبئس المصير. التعليم والأكاديميا اختارا طريق الجنة والنار وليس طريق عشق الحكمة التي اختارها العرب قبل 1200 سنة في بغداد. منذ 1971، أتجوّل داخلي كل صباح أنظر فيما دخل عقلي وقلبي وروحي ووجداني وأمعائي، وأتأمل في ذلك وأجتهد لأتعرف وأفهم ما كان منها بمثابة بكتيريا سيئة وما منها بمثابة بكتيريا طيبة، حيث أحتضن وأغذي البكتيريا الشافية. شكّل هذا التأمل صلاتي اليومية منذ 50 عاما، لم أكن فيها ببغاء أعيد كلمات أكون ساهيا عما أقوله، فويلٌ للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. التعليمُ اختارَ طريقَ الجنة والنار لا طريق المحبة والعشق: عشق التعلم والفهم والمحبة بين الناس. في السنة التي يكون فيها الطالب بصفّ التوجيهي تكون سنة جحيم له ولعائلته — باسم التقدم! اللهم أَخْرِجْنا من ظلمات الوهم المتمثل بالتقدم على طريق تدمير الحياة على الأرض، والذي كان مهندسها الرئيسي إينشتين (الوحيد الذي استطاع إقناع روزفلت بصنع القنبلة الذرية في رسالة له عام 1939 تبعها بثلاث رسائل أخرى. بدلا من رؤية الواقع، نتخذ إينشتين قدوة – تخديرٌ لم يعرف له التاريخ مثيلا!) آمل قريبا أن يسير التعليم والأكاديميا الطريق الذي بدأ بتعبيده علي السيستاني والبابا فرنسيس اللذين اختارا طريق روح الأديان، لا مؤسساتها.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 160: حول لقاء البابا فرنسيس بآية الله علي السيستاني… الجزء الثاني… قُلْ هو الله أحد… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(16 آذار / مارس 2021)

قصة سمعتُها في إيران قبل 14 سنة: مجموعة لصوص سرقوا ألماسة أكبر من بيضة وزّة. كان سعرها ثمن ألف فرس وألفي فدان من أفضل أنواع التربة في شيراز. شرب اللصوص خمرا ليحتفلوا. قرروا قبل أن يناموا (لعدم ثقة بعضِهِم ببعض) أن يقسموا الألماسة إلى قطع حيث كلٌّ منهم أخذ قطعة. فَقَدَتْ الألماسة قيمتها كليا… هذا ما فعلته المؤسسات الدينية بالله عزّ وجلّ؛ جزّأَتْهُ بإدراكها وفكرها وكلماتها وأفعالها وعلاقاتها. فَقَدَتْ الأديانُ جوهرَها وروحَها. ما فعله البابا فرنسيس وآية الله السيستاني هو استعادة وحدة الأديان في العمق… … أخيرا أود ذكر ناحية – رغم أنها جانبية في هذا المضمار تتعلق بالرياضيات التي قضيتُ معها سنوات –أن مَنْ تعاملوا مع الألماسة ومَنْ تعاملوا مع الدين صدقوا ما تدّعيه الرياضيات المدرسية أننا إذا جمعنا الأجزاء، يكون مجموعها يساوي الكل… يذكرنا لقاء البابا بالسيستاني ب: ’قُلْ هو الله أحد‘.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة

الخاطرة رقم 159: حول لقاء البابا فرنسيس بآية الله علي السيستاني… الجزء الأول… استمرار المسيرة/ التاريخ الحيّ… خواطر مستلهمة من الطبيعة الشافية

(14 آذار / مارس 2021)

قبل ثمانية قرون، هَمَسَ ’شمس التبريزي‘ بأُذُن شخصين – القديس فرنسيس الأسيزي، وجلال الدين الرومي – هذه الكلمات: ’يمكن لأي شخص أن يختارك في توهُّجِك، لكني سأختارك حتى حين تنطفىء، تأكد بأني وإن رأيت النور في غيرك سأختار عتمتك‘. شاهدنا توهُّجَ البابا فرنسيس وآية الله السيستاني بوجودهما معا، وفي نفس الوقت كيف اختار الاثنان وذكّرونا بملايين البشر الذين يعيشون في عتمة الضمير المهيمن، في العراق وسورية وفلسطين ولبنان واليمن وإفريقيا (أحد أهم منابع الحكمة في التاريخ) وفي أمريكا الوسطى والجنوبية. قبل 8 قرون، تلاقى ’فرنسيس الأسيزي‘ ب’شمس التبريزي‘ في دمشق. وكما ألْهَمَ ’شمسُ‘ ’جلالَ الدين‘ وبُنِيَت علاقة روحية متفجرة بينهما جوهرها حب الله، حدث أيضا بين ’شمس‘ و’فرنسيس‘. ’شمس‘ كان درويشا متجولا وهمس، كما تروي القصة، أسرارا روحية متشابهة في أذن فرنسيس وأذن الرومي مضمونها الحب الإلهي والمحبة بين الناس. في قولٍ للقديس فرنسيس ’اللهم إجعلني لا أبحث عن أن أُحَبّ، بل أن أُحِبّ أكثر‘. وفي قول للرومي ’ما قيل للوردة وجعلها تتفتح، قيل لي داخل صدري… لتكن مهمّتُك ليس السعي للحُب بل لإيجاد عوائق بداخلك تمنعك من أن تُحِبّ. أُخْرُج من دائرة الزمن وادخل دائرة الحب‘. ما حدث قبل 8 قرون عاد في روحه وروحانيته وتجسد في لقاء البابا فرنسيس بآية الله السيستاني يوم 8 آذار/ مارس 2021 في نفس المنطقة. لا شك أن البابا اختار اسم فرنسيس عندما أصبح بابا تيمُّنًا بالقديس فرنسيس الذي يُعْتَبَر قديس الحب في الغرب. كما يمثل الرومي شاعر الحب في الشرق والغرب على حدٍّ سواء. اللقاء حَدَثٌ يذكّرنا بأهمية المجاورة بين الأديان التي حَوَّرَتْها المدنية الحديثة لمحاورة بين الأديان. الاختلاف بين ’مجاورة‘ ومحاورة نقطة، لكن الفرق في العمق شاسعٌ جدا، ومُغَيَّب! ذكرتُ في خاطرة سابقة كيف حوّل الانكليز باحة الأقصى لدى احتلالهم القدس قبل مائة سنة من باحة تجاور إلى ادعاء التحاور. اللقاء بين البابا وآية الله مثال رائع على تجاور الأديان لا تحاور الأديان.

#Munir_fasheh  #منير_فاشه   #مجاورة   #خواطر   #الطبيعة_الشافية   #احتلال_و_عودة  #العيش_بأمل   #تعلم  #mujaawarah # تنمية_مستدامة   #الحكمة  #التعلم_قدرة_عضوية  #التعلم_خارج_المدرسة